التسامح
•التسامح مع غير المسلمين من الأخلاق في الإسلام••
حثنا ديننا الحنيف علي التسامح وحسن الخلق مع المسلم وغير المسلم ..
يراد بالأخلاق في الدين الإسلامي: القواعد والمبادئ التي من شأنها تنظيم السلوك الإنساني، وهذه المبادئ يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان وتحقيق الغاية من وجوده في هذا العالم، ويتميز النظام الإسلامي في مجال الاخلاق بكونه ذا طابع رباني، أي من عند الله تعالى، وذا طابع إنساني أي أن للإنسان دخل في تحديده من الناحية العملية، كما أن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على مصالح فردية أو نظريات مذهبية، فهي لا تتبدل ولا تتغير، كما أنَه لا يمكن الاستغناء عنها فهي ثوابت فطر الله تعالى الناس عليها، ومن الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث العباد عليها التسامح، فما هو المراد بالتسامح في الإسلام، وكيف يكون التسامح مع غير المسلمين
•التسامح في الإسلام دعا القرآن الكريم المسلمين إلى التخلق بخلق التسامح، سواء مع بعضهم أو مع غيرهم من غير المسلمين ما داموا معهم في سلم، قال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
فالإسلام يكفل لأهل الذمة الحرية؛ وقد أمر المسلمين بألا يتعرضوا لهم في عقيدتهم، ونهى عن مجادلتهم إلا بالتي هي أحسن، وأمر الإسلام بمناقشة المخالفين بالحسنى ودعوتهم بالرفق واللين، وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على التسامح وحببه إليهم بالقول والفعل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا مَن ظلمَ مُعاهدًا، أوِ انتقصَهُ، أو كلَّفَهُ فوقَ طاقتِهِ، أو أخذَ منهُ شيئًا بغَيرِ طيبِ نفسٍ، فأَنا حَجيجُهُ يومَ القيامةِ”.
فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوةٌ للمسلمين في التسامح، ويظهر ذلك جليًا عندما فتح مكة، فالإسلام يدعوا إلى الصفح والعفو عند المقدرة، والإسلام يجيز للعبد أن يعامل غيره بالمثل ولكنه يشجعه على العفو والصفح والمغفرة، وهذا يدل على العظمة الإنسانية والخلق الكريم، وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بحسن المعاملة ولين الجانب والتواضع للمؤمنين، قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}.
•مظاهر التسامح من مظاهر التسامح في الإسلام ما وجد بين المسلمين من رباط الأخوة والمحبة، وهذا الذي يقتضيه الإيمان الذي يربط بين المسلمين برباط العقيدة، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}،فرباط العقيدة رباط قوي لا مثيل له، ومن الثمرات الناتجة عن هذا التآخي: التراحم والتعاطف بين المسلمين، حتى يكونوا كالجسد الواحد، كما ينتج عن هذا التآخي التعاون والتساند، والتضامن والتكافل، والتناصح والتواضع، والترقي والتطهر، والعدالة.
•آثار التسامح في المجتمع الإسلامي
يُعدّ التسامح قيمة إجتماعيَّة عظيمة، ولَه آثار عديدة، تعود على المجتمع الإسلاميِ بالنفعِ والفائدة، فالمتسامح مع النّاس، يجعل الناس متسامحة معه، فتسود الأُلفة والود في المجتمع،
وَمن آثار التسامح على المجتمع ما يأتي:
إزالة الحقد والكراهيَّة مِن نُفوس النّاسِ، وَتطهيرِ القُلوبِ وتنقِيَتِها، مما يُساعدُ على وجودِ مبدأ التكافلِ في المجتمعِ.
وجودُ التسامحِ في المجتمعِ الإسلاميِّ، يُساعد على نشرِ المحبةِ والأُلفةِ في المجتمعِ.
يؤثر التسامح في المجتمعِ، من خلال صِلَّةِ الرَّحمِ؛ فالتسامح يوصل للمحبةِ والمودةِ ويساعد على التواصُل الدائمِ بينَ أفرادِ المجتمع الواحد
•أهمية التسامح في حياتنا
تكمن أهميّة التسامح في حياتنا بكونها أصلٌ ثابتٌ من الأصول التي قامت بها الأديان وخاصّةً الدّين الإسلاميّ، وقد بيّن الله تعالى تسامحه مع عباده في العديد من العبادات التي أُشير إليها في القرآن الكريم، فقد جاء عن التسامح في صوم المريض وغير المقتدر قوله تعالى من سورة البقرة: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}،