قصة وعبرة

#هويدا عبد اللطيف
أقامت إحدى المدارس رحلة ترفيهية لتلاميذ المرحلة الابتدائية و في الطريق صادفهم نفق اعتاد السائق المرور تحته، كل عام بلا مشاكل لكن هذه المرة كانت المفاجأة فقد احتك الباص بسقف النفق وانحشر في منتصفه، الأمر الذي اصاب الأطفال بحالة من الخوف والهلع ..
سائق الباص بدأ بالتساؤل :كل سنة أعبر النفق دون التعرض لأية مشكلة فماذا حدث ؟قال له رجل من الماره : لقد تمّ سفلتت الطريق من جديد وبالتالي إرتفع مستوى الشارع قليلاًحاول الرجل المساعدة بأن يربط الباص بسيارته ليسحبه لكن المحاوله فشلت بسبب قوة الاحتكاك …
والبعض اقترح إحضار سيارة أقوى لسحب الباص والبعض اقترح حفر وتكسير الطبقة الإسفلتية ووسط هذه الإقتراحات المختلفة والتي بدت صعبة وغير مجدية نزل أحد الأطفال من شباك الباص، وهو لم يتعدي العاشرة من عمره ليقول : الحل عندي بسيط جدا فاستصغره واحتقره الكبار ولكنهم لعجزهم إستمعوا إليه
فقال الطفل الصغير:أعطانا الأستاذ العام الماضي درساً وقال لنا : لا بد أن ننزع من داخلنا الكبرياء والغرور والكراهية والأنانية والطمع الذي يجعلنا ننتفخ بالغرور كما ينتفخ اطار السيارات فإن نزعنا من داخلنا ما ينفخنا ويعيدنا لحجمنا الطبيعي عندها سيعود حجم روحنا ونفسنا إلى الحد الطبيعي الذي خلقنا عليه فنستطيع العبور من ضيق الدنيا و من ثم ضيق النفق المفاجئ ولعلنا اذا طبقنا هذا الكلام على الباص ونزعنا قليلًا من الهواء من إطاراته ومن ثم سيبدأ بالنزول عن سقف النفق وسنعبر بسلام إنبهر الجميع من فكرة الطفل الرائعة الممتلئة بالصدق و الإيمان ، وبالفعل تمّ خفض ضغط الهواء من إطارات الباص حتى هبط عن مستوى سقف النفق وعبر الجميع بسلام ٠
العبرة المستفادة أن ننزع من داخلنا هواء الكبرياء والغرور ، ونخفض جناحنا لبعض لنمر من الدنيا جميعا بسلام٠
ويجب أن يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه اين ذهب المتكبر فرعون و هامان و النمرود وغيرهم اللهم اذهب الكبر والغرور وعدم الر ضا من صدورنا و اجعلنا اخوانا متحابين.