فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
بقلم/سمير درويش
فامساك بمعروف أو تسريح بإحسان، قاعدة ثابتة ومبدأ يحفظ حقوق وكرامة الزوجة ويبعد الضغينة والأحقاد بين أفراد الأسرة؛
التسريح بمعنى التطليق أن لا تبقى في عصمته، فيُسرح بإحسان، فهذا هو اللائق بأهل الإيمان، وأهل المروءات، لقد اخذها من ولي أمرها بعهد موثق غليظ، فينبغي أن يُفارق بمعروف، أو أن يُمسك بمعروف، أما أن تتحول العلاقة بين الزوجين إلى حرب ورمي بأقبح الأوصاف، وشتائم توجه إليها، وإلى أهلها، وجرح للمشاعر، ومصادرة للحقوق، فهذا لا يليق بأهل الإيمان، ولا يليق بذي مروءة، وإنما يكون التعامل على أكمل الوجوه فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ.
وهذا يؤخذ منه قاعدة عامة في التعامل مع الناس، إذا كان الإنسان لربما يصحب بعض من لا يروق له، يصحب أحدًا من الناس، ويتأذى بصُحبته بعبارات يسمعها منه مؤذية، أو تصرفات وحماقات توقع هذا الإنسان في شيء من الحرج، أو نحو ذلك، فمثل هذا يمكن أن يُفارق بإحسان، من غير أذى، ومن غير مقاطعة، ومن غير جرح للمشاعر، ينسحب بإحسان، ويذكره بالجميل، لكن ينأى بنفسه عنه
لكن بعض الناس القاعدة عنده: “إذا كنت رايح كثر الفضايح”، هذا الكلام غير صحيح، وإنما يذهب بحال من التجمل والإحسان، وكذلك الطرف الآخر يمكن أن يودع هذا بإكرام وإحسان إليه ونحو ذلك، أما دواعي الانتقام والمصادرة والمفاجآت بما لا يحتسب، فهذا لا يصح، ولا يجوز
فنري ونسمع حكايات تقشعر لها القلوب من ازواج اتبعوا الأهواء والعناد وكل يوم علي المحاكم ومجالس عرفية والكل يدلوا بدلوة فى الاعراض
بعضهم يصل الأمر أنه يقطع الماء، ويقطع الكهرباء عن البيت، ويحرمها من كل شيء من الطعام والشراب، من أجل أن تُضطر أن تدفع له أن تُعيد المهر، هذا لا يفعله إنسان عنده تقوى لله وخوف منه، ومراقبة، أو عنده أدنى مروءة، هذا لا يليق، وكل ذلك يدل على عناية الشرع بانضباط أحوال الناس، وهذه النواة في المجتمع وهي الأسرة، وأن يقوم ذلك على أحوال من الكمال، وحفظ الحقوق، فتبقى هذه الأسرة على وئام، يعرف الرجل ما له وما عليه، وتعرف المرأة ما لها وما عليها، فيؤدي كل واحد منهم حق صاحبه، ويحفظ حدود الله -تبارك وتعالى، فالمسألة ليست مجرد اختيار، أو تشهي، وإنما ذلك شرع مُطهر، هذا والله تعالى أعلم.
والإمساك بالمعروف بمعنى أنه يُمسك من أجل أن يُبقيها معه مع العِشرة بالمعروف