فوائد الصلاة الدينية
الصّلاة الدينية
تتشارك جميع الأديان في الصّلاة باختلاف معتقداتها وطرق تأديتها، ولكنّهم جميعًا يتوجهون إلى إله واحد راجين منه الإجابة، والغفران، والمساعدة، والتضرع إليه لحل مشكلاتهم، وغيرها من أمنيات الإنسان. فالصلاة هي جسر الأمان بين الفرد وربه، وهي سبيل غفران ذنوبه وتوبته بين يدي خالقه، فقال تعالى في القرآن الكريم عن الصلاة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[سورة البقرة:277].
فوائد الصلاة الدينية تتجلّى الروح وتتأنّق وتتلألأ، وتكون في أبهى أناقتها النّفسية عند مناجاتها لخالقها، وعند وقوفها بين يدي من خَلَق الخلق جميعًا، وجعلهم في أحسن تقويم، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً)[سورة الإسراء:85] فالروح تُجَلِّي قدرة الله عز وجل، وهي خاصية وسر من أسراره سبحانه وتعالى، ومن دونها تصبح الكائنات جثةً هامدةً، فالروح هي أساس الإنسان وحياته، وليحافظ على ديمومته البشرية عليه أن يغذيها ويحميها ويحترمها ويصونها، ويرويها بالإيمان حتى لا تصبح عودًا يابسًا، ولكي يتمكن الإنسان من العيش بهدوء وسلام عليه أن يستمر بسقاية روحه، وذلك من خلال الصلاة، والتضرع من خلالها لمن وهبه هذه الحياة، كما تعد الصلاة هي مدرسة تربويّة ونفسيّة، إذ إنّها تُنشئ إنسانًا ناضجًا وواعيًا ومدركًا للحياة، ومُنتجًا، لأنّها تُملأ روحه بالأمل والسعادة والطاقة الإيجابيّة، التي بالتالي يعُمّ أثرها الطيب على المجتمع ككل.
الفوائد النفسية للصلاة :
الفوائد النفسية للصلاة تمُد الإنسان بطاقة روحية ونفسية إيجابية، وتعطيه القوة لمواجهة مشاكل الحياة. تُجنب الإنسان من الوقوع في الأزمات النفسية.
علاج وقائي ونفسي في آن واحد من الكثير من الاضطرابات
النفسيَّة الشائعة كاضطرابات القلق والتوتر والاكتئاب.
تقي الإنسان من الحقد والحسد، والخوف، والحزن، والجشع، والوساوس الانتحارية، وغيرها من الانفعالات الوجدانيَّة السّلبية. تُطفئ الغضب وما ينتج عنه من أذى جسدي ولفظي ونفسي.
تُعلّم الإنسان الصّبر والجَلد، فبالتالي يتزيّن الإنسان بالوقار والحكمة.
تُقوِّم حياة الإنسان فينشأ هناك إنسان صالحٌ بأفعاله وسلوكاته، وبالتّالي يكون هناك مجتمع منتج وسعيد. تُنمّي الدوافع والغرائز الإيجابية، وتُطفئ الغرائز السّلبية في الإنسان. تساعد الإنسان على التّنفيس عن مشاعره التي يختبرها ويفرّغها، فهي كتقنيّة التفريغ الانفعالي التي تُستخدم في العلاج النفسي.
الالتقاء في أماكن العبادة توطّد العلاقات الاجتماعية السّليمة، وتجعل الفرد ينتمي إليهم، لكون الإنسان بطبعه اجتماعي يحب الانتماء، وتبعده عن الانطوائية والعزلة، وتزيد من تكافله الاجتماعي.
تعزّز النضج الانفعالي لدى الفرد.
تزيد من ثقة الإنسان بنفسه وتُنمّيها. تزيد من فرص اعتناء الإنسان بمظهره، ونظافته الشخصية والجسدية، فتصبح صفةً ثابتةً له، وهذه الصفة مرغوبة اجتماعيًّا، تدل على قوة شخصية الفرد ومكانته. تعيد التوازن والاعتدال لحياة الفرد.