ظهر في 1994 وانتشر بسبب كورونا.. إليك قصة اختراع رمز الاستجابة السريعة
كشف الياباني ماساهيرو هارا عن بعض أسرار اختراعه “رمز الاستجابة السريعة” (QR code)، الذي يكون في شكل مربعات صغيرة من اللونين الأبيض والأسود.
وذكرت إيما كونفيري، في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (Le Figaro) الفرنسية، أن جائحة فيروس كورونا زادت من شعبية استخدام رمز الاستجابة السريعة في المطاعم ودور السينما ومختلف المرافق الثقافية.
وسواء كان ذلك من أجل الوصول إلى أماكن معينة أو احتراما لقواعد التباعد، فإن العودة التدريجية للحياة الطبيعية تعتمد جزئيا على استخدام تطبيقات الهاتف المحمول ورمز الاستجابة السريعة.
وأشارت الكاتبة إلى أن شعبية رمز الاستجابة السريعة زادت خلال جائحة فيروس كورونا في فرنسا والعديد من بلدان العالم، ويعود تاريخ ظهور هذا الرمز إلى عام 1994، ولم يمانع مخترعه ماساهيرو هارا الكشف عن بعض الأسرار المتعلقة به.
رسم صوري ياباني الأصل
استوحى ماساهيرو هارا فكرة اختراع رمز الاستجابة السريعة من لعبة “غُو” (Go) الإستراتيجية، التي تقوم على وضع أحجار سوداء وبيضاء اللون على لوحة خاصة. كان ماساهيرو هارا المهندس في شركة “دينسو ويف” (Denso Wave) يعمل على تطوير رمز جديد لتخزين المزيد من المعلومات. ومقارنة بالرمز الشريطي الذي يخزن الأرقام أو الأحرف فقط، يمكن لرمز الاستجابة السريعة تخزين الآلاف من الرموز الرقمية والأبجدية العالمية والآسيوية.
في البداية، استُخدم رمز الاستجابة السريعة من شركة “دينسو”، التابعة لمجموعة “تويوتا” (Toyota)، بهدف مراقبة إنتاج مكونات السيارات الخاصة بها. عممت الشركة استخدام رمز الاستجابة السريعة في 1999 من خلال منح رخصة مجانية للتقنية، وكان هدف مخترعها نشر هذه التكنولوجيا الفريدة في جميع أنحاء العام.
يواجه رمز الاستجابة السريعة صعوبة في اكتساب شعبية، خاصة في أوروبا والولايات المتحدة. ووفق البيانات الإحصائية لشركة “كوم سكور” (ComScore) المتخصصة في بحوث التسويق الإلكتروني، استخدم 20% فقط من الأميركيين رمز الاستجابة السريعة على هواتفهم الذكية اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول 2011. ويعزى ذلك إلى عدم اتفاق البلدان على نموذج دولي موحد، وهو ما يعيق تطوره.
بالنسبة للمستخدمين، لا يعد استخدام رمز الاستجابة السريعة سهلا؛ لكنه يقتضي تنزيل تطبيق خاص لقراءته. وفي عام 2017، غيرت شركة “آبل” (Apple) المعطيات من خلال تحديث نظام “آي أو إس 11” (iOS11) الخاص بها، الذي يمكن من مسح الرموز مباشرة من خلال الكاميرا دون الحاجة إلى تطبيق خاص. وبينما يكافح رمز الاستجابة السريعة من أجل الانتشار في الدول الغربية، فقد أثبت جدارته في القارة الآسيوية.
وسيلة للدفع
إن رمز الاستجابة السريعة في آسيا مُستخدم في العديد من الأماكن، بما في ذلك قاعات البلديات والمتاحف والمحلات التجارية وحتى في وسائل النقل العام. فعلى سبيل المثال، يمكن لقُرّاء الصحف الصينية مسح رمز الاستجابة السريعة ضوئيا لقراءة المقالات في الواقع المعزز، أو مشاهدة المحتوى ذي الصلة مثل مقاطع الفيديو أو المقابلات.
وصل استخدام رمز الاستجابة السريعة إلى ما هو أبعد من ذلك، ليشمل إمكانية إجراء عمليات الدفع المباشرة في الصين. ويرى ماساهيرو هارا أن هناك سببين لتوسيع نطاق استخدام رمز الاستجابة السريعة في آسيا؛ أولهما إمكانية استخدامه دون اتصال بالإنترنت في العديد من المناطق، التي تفتقر إلى بنية تحتية متطورة لتكنولوجيا المعلومات؛ وثانيا، لكونه أقل تكلفة مقارنة بالبطاقات المصرفية.
ويقول ماساهيرو هارا “ما يزال لدي بعض المخاوف بشأن مدى أمان رمز الاستجابة السريعة، وذلك سبب رغبتي في تحسين موثوقية النظام في السنوات القادمة”.
ارتفاع نسب الاحتيال
يستغرق إنشاء رمز الاستجابة السريعة ثوانٍ معدودة، وتعرض بعض المواقع طرق تصميمه بشكل فردي. تكمن المشكلة في أن سهولة الاستخدام يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع معدل الاحتيال وخداع المستخدمين.
في ظل الجائحة، سعى مجرمو الإنترنت إلى الاستفادة من شعبية رمز الاستجابة السريعة واستبدال الرموز الشرعية بأخرى ضارة حتى يتمكنوا من الوصول إلى بيانات المستخدم الحساسة أو إجراء معاملات ممنوعة.
سلب محتالون هولنديون في مارس/آذار 2020، أموال بعض المارة عن طريق مطالبتهم بمسح رمز الاستجابة السريع. بعد ذلك، أدرك هؤلاء الأشخاص أنهم كانوا ضحايا حيلة أفقدتهم مبالغ كبيرة خُصمت من حساباتهم.
وفي حين يمكن التعرف على الروابط الخبيثة بسهولة، تظل رموز الاستجابة السريعة الاحتيالية غير قابلة للكشف.