المحرمات بين الديانات السماوية
المحرمات بين الديانات السماوية
لكل سفينة قبطان يقودها، ولكل مكان قائد للعشيرة، والكون له رب أنزل تعاليمه، ليتزن ذاك الكون، ونزلت ديانات لتقود الناس للهدى والتقوى، ولكن الإنسان تُسيطر عليه قوى تميل إلى الشيطان، فوضع بنفسه ديانات، وأتبع قوانينها الذي أرساها بنفسه، ونسى أن هناك إله واحد لتلك الحياة، ويستمر في سيره وراء ما بالكون من شهوات وعقل لا يفكر.
وتبدأ جولة الأكلات المحرمة في الأديان السماوية والوضعية، فمنها ما أنزل في الكتاب السماوي، ومُتفق عليها، وهناك طعام لا يُأكل، ولا يُعرف لماذا حرم، وبعض من البشر اجتهد وفسر ذلك من منبع أفكاره، وبين هذا وذاك عقائد تمارس على أرض واحدة.
الديانات السماوية
الديانة اليهودية وهي ديانة سماوية، ففيها انقسم الطعام إلى نوعين، ما يُعرف بالكشروت أو كوشير، وهو الطعام الحلال، و”طريفة” وهو الطعام الحرام، النظافة عنوان الطعام لديهم، فيتم نحر تلك الحيوانات بطريقة حلال، وغير مؤلمة لهم.
وعن شريطة كون أن تلك الحيوانات تكون مُحللة لهم، يجب أن تُطعم وتمضغ طعامها جيدًا، وتكون سليمة مُعافاة، ويٌحرم أكل لحم الخنزير والسمك مثل “المحار والجمبري”، وأيضًا أكل الدماء مُحرم، والحشرات والبرمائيات من قوائم المحرمات، ولا يجتمع بها اللحم واللبن معًا في وجبة واحدة، في الديانة اليهودية.
أما في الإسلام، تجد أن الخنزير يتصدر قائمة المحرمات، وما يذهب العقل كالخشخاش والمواد المُخدرة والخمر، وكل ما هو ضار أو نجس، وأكل الحيوانات الميتة، ولحم البغال والحمير، وما يُأكل في أواني ذهب أو فضة فهو أيضًل مُحرم، ويجب أن تكون الذبائح قد نُحرت طبقًا للشريعة، ويجب معرفة مصدرها، وقد حرم الإسلام تلك اللحوم وغيرها من الشراب، لما وجد لها من ضرر للإنسان.
وفي المسيحية، يُأكل كل ما هو طيب ليس بنجاسة، حيث أن في(متى 11:15): “ليس ما يدخل الفم ينجّس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجّس الإنسان”، وهذا يفسر أن كل الأكل حلال لهم، ولكن إذا وجد ما ينجس هذا الطعام، وأن الطهارة ليست بالطعام، ولكن ما يخرجه الإنسان من قول ولفظ، أما عن حيوان الخنزير، فإذا وجد أنه لم يتم إطعامة بشكل صحي وذبحه أيضًا بطريقة حلال وحفظه، فهو يعتبر خطرًا وضررًا على الإنسان، فيتم منعه.
الديانات الوضعية
الأهيمسا.. وهي إحدى أشكال ضبط النفس، ولذلك في الديانة الهندوسية تُحترم ذوات الأرواح، لذلك فهم نباتيون، وتقدر نسبة النباتيين المعتمدين على منتجات الألبان من 20% إلى 42%، وعند السواحل، يعتمد الهندوسي على الأسماك، ويقل عدد النباتيين به، ولكن هناك البعض يجتنبها، نظرًا لاحترامهم لأشكال الحياة المُثلى، خاصة ذات الأرواح.
وتتفق البهائية مع تعاليم الإسلام على الرغم من كونها وضعية، حيث أن كل ما يغيب العقل فهو مُحرم، ومنها الكحوليات والمشروبات المُخدرة.