الكتب السماوية
الكتب السماوية هي كتب الله عز وجل والتي أنزلها على أنبيائه الكرام، والتي بها تعاليمه ونواهيه للبشرية، وهي الطريق الدال على الخير والإيمان بالله تعالى، وهي الدليل لمعرفة الله تعالى، وهذه الكتب عديدة، لكن نتعرف على أهم هذه الكتب وهي كتب التوراة والإنجيل والقرآن على هذا الترتيب، فهيا بنا لهذه الرحلة الإيمانية المباركة، حيث نتعرف على أهم هذه الكتب ونزولها وتاريخها وبعض تعاليمها.
ما هي الكتب السماوية؟
هي الكتب التي أنزلها الله بواسطة أمين الوحي جبريل عليه السلام، على أنبيائه الكرام، فقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن هذه الكتب السماوية: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ.
وقد قال الله تعالى عن مهمة النبيين بالنسبة للبشرية، ومهمة هذه الكتب السماوية في الهداية إليه سبحانه: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ .
وهناك العديد من هذه الكتب السماوية التي نزلت على العديد من الأنبياء دون غيرهم مثل صحف إبراهيم عليه السلام، وزبور داود عليه السلام، إلا أن الأشهر من بين الكتب السماوية هي الكتب السماوية الثلاثة والتي أسست لعقائد سماوية وهو ما يعرف بالديانات الإبراهيمية لأنها من أساس واحد من تعاليم نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أبو الأنبياء.
وهذه الكتب هي :
•التوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه السلام،
•والإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام،
•والقرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وسوف نتعرف على تاريخ نزول هذه الكتب السماوية ونتعرف عليهم عن قرب .
• التوراة
التوراة التي نزلت على سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، هو الكتاب الذي أنزله الله ليكون هادياً لبني إسرائيل بعد خروجهم من مصر، حيث نزلت التوراة بعد هلاك فرعون وقومه والذين كانوا يطاردون موسى عليه السلام وقوم بني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر.
فقد قال الله تعالى عن نزول التوراة: إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ.
كذلك قال الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ.
أما عن تاريخ نزول التوراة على موسى عليه السلام، فقد قال بعض المفسرين منهم قتادة رحمه الله تعالى أنه في السادس من شهر رمضان المبارك، وهذا استناداً إلى حديث رسول الله المروي في كتب الإمام البيهقي والإمام أحمد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزلت التّوراة لستٍّ مضين من رمضان….
ومكانة التوراة عظيمة عند الله، فهي تعاليم الله تعالى لنبيه موسى عليه وسلم لتكون بينات لبني إسرائيل يستعينوا بها من بعده وتكون هادية لهم للإيمان القويم والأخلاق الحميدة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (فقال آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخطّ لك التّوراة بيده، أتلومني على أمر قدره عليّ قبل أن يَخْلُقني بأربعين سنة؟) رواه أبو داود، وابن ماجه.