الفرح في العيد عبادة.. هكذا كان يحتفل بهالنبي… فلا تحرم حلالاً

1
IMG-20210513-WA0000

الفرح في العيد عبادة.. هكذا كان يحتفل به النبي.. فلا تحرم حلالاً

يهل علينا عيد الفطر المبارك، بعد صيام وقيام شهر رمضان المعظم، وما جاء العيد إلا كمظهر من مظاهر الفرح في دين الوسطية، ففرحة العيد عبادة وشعيرة من شعائره المعظمة، وقد جاءت سنة النبي صلى الله عليه وسلم بمشروعية الفرحة في عيدي الفطر والأضحى.

وعن أنس – رضي الله عنه – قال: ( قَدِم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى ) رواه أبو داود.

وهكذا يتضح أن العيد في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب، وهو لا يعني الانفلات من التكاليف، والتحلل من الأخلاق والآداب، بل لا بد فيه من الانضباط بالضوابط والآداب التي شرعها لنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

العيد في بيت النبي
ولم يمتنع أو يمنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الاحتفال بالعيد، بل كان في هذا اليومٍ البهيج كان البيت النبوي وما حوله يشهد مظاهر الاحتفال بالعيد، على مرأى وعلم من رسول الله  صلى الله عليه وسلم .

فعن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – قالت: ( دخل عليَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعندي جاريتان تغنّيان بغناء يوم بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشّيطان عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأقبل عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – فقال: دعهما، فلمّا غفل غمزتهما فخرجتا ) رواه البخاري . وفي رواية أخرى: ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا )، وفي رواية أحمد: ( لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إني أُرسلت بحنيفية سمحة ) .

ويقول العلماء إن إباحة الغناء في يوم العيد على الصفة المذكورة آنفاً إنما هو للبنات الجواري الصغيرات، وهو جائز بالدُّف دون غيره من آلات الطرب، وأن لا يكون ذلك عادةً لهن يتعوَّدن فيها الغناء بعادة المغنيات، وقد نبهت لهذا عائشة ـ رضي الله عنها ـ – كما في رواية ابن ماجة – قالت: ( وليستا بمغنيتين ) .

 ويوم بُعاث يومٌ مشهور كان فيه مقتلةٌ عظيمةٌ للأوس على الخزرج، وقد مكثت هذه الحرب مائة وعشرين سنة، حتى جاء الإسلام، وكان شِعر الجاريتين في غنائهما فيه وصف الحرب والشجاعة، وفي هذا معونة ٌ لأمر الدِّين، فأما الغناء بذِكر الفواحش وذكر الحُرَم والمجاهرة بمنكر القول فهو المحظور من الغناء، وحاشاه أن يجري شيءٌ من ذلك بحضرته  صلى الله عليه وسلم .

وأضاف العلماء أنه في مكان قريب من الحجرة الشريفة كانت هنالك احتفالية أخرى تحدثنا عنها عائشة ـ رضي الله عنها ـ متممةً لسياق حديثها المتقدم فتقول: ( وكان يوم عيد يلعب السودان بالدّرق (الدرع من الجلد) والحراب، فإمّا سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلّم – وإمّا قال: تشتهين تنظرين؟، فقلت: نعم، فأقامني وراءه، خدّي على خدّه، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة، حتّى إذا مللت، قال: حسبك؟، قلت: نعم، قال: فاذهبي ) رواه البخاري .

وقال العلماء إن هذه الاحاديث تؤكد إظهار السرور في الأعياد بما يحصل من بسط النفس وترويح البدن من شعائر الدِّين . 
ونبهوا على أن الفرح واللهو في العيد لا يبرر ارتكاب المحرمات، ولا الإخلال بالواجبات، وهذا ما تلمح إليه عائشة ـ رضي الله عنها ـ في قولها: ( كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا أنظر )، وتوضحه كذلكً بوصفها للجاريتين بأنهما ( صغيرتان )، ولم يكن الغناء لهما بعادة .  
و من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأخلاقه الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها، فإنها مجبولة على المشاعر والعواطف الرقيقة، ويحصل ذلك بتلبية رغباتها الفطرية ومطالبها الاعتيادية ما دامت مباحة، وقد ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم – أروع الأمثلة في هذا الباب، وبيوته الكريمة زاخرة بمظاهر الإحسان والتودد والوفاء لزوجاته أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ .

About Author

1 thought on “الفرح في العيد عبادة.. هكذا كان يحتفل بهالنبي… فلا تحرم حلالاً

اترك رد