الطهارة عنوان الجمال في الجنة
بقلم / سماح جمال
أهمية الطهارة ما فائدة الطهارة في حياة المسلم؟ إنَّ الطهارة من الأمور التي حضَّ عليها الإسلام سواءٌ كان ذلك في القرآن الكريم أوالسنة النبوية الشريفة، وبذلك فإنَّ الطهارة هي عنوان الجمال في الجنة التي أعدها الله لعباده المتقين، قال تعالى في سورة الإنسان: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورً}،[٢٢]
القصد من الطهارة ليس الوسواس القهري الذي ينتاب الكثير من الأشخاص مثل النظافة الزائدة عن حدها والتي قد تصل إلى المرض النفسي، على العكس من ذلك فإنَّ الطهارة بابٌ للاطمئنان وليست بابًا للوساوس، وعلى ذلك فمن أخذ بأسباب الطهارة العامة فليس له أن يبقى مشغول الفكر تائه الذهن فيها. الطهور شطر الإيمان وهو من الأحاديث النبوية التي شاعت بين القاصي والدَّاني، إذ لا تقتصر الطهارة والنظافة في البدن فقط بل لا بدَّ من تطهير اللباس وذلك مما هو دارجٌ في العصر الحالي ولكنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أمر بذلك منذ ألف وأربعمئة عام أو يزيد، ولا بدَّ من تنظيف المكان الذي يقطن فيه الشخص والبيئة من حوله؛ لأنَّ ذلك من أوامر الإسلام ويسبب راحةً شديدةً في النفس.
الكمال هو الصفة المُثلى لدين الإسلام؛ إذ لم يترك شيئًا إلا وقد تحدَّث عنه فتكون الأمور الدنيوية التي لا بدَّ منها موضع ثوابٍ للمؤمن فهو يُثاب على إزلة النجاسة وإزالة الاذى من الطريق وجميع المكروهات التي قد تحدث بالملبس أ و المكان.
الطهارة شرطٌ واضحٌ لصحة العبادات فلا يُمكن أداء الصلاة ما لم يُحقق المُسلم شرط الطهارة التي تتمثل بطهارة البدن من النجس والخبث سواءٌ كان أصغرًا أم أكبرًا، وطهارة المكان وطهارة الملبس، ولو اختلَّ شرطٌ واحدٌ من شروط الطهارة لاختلت العبادة بأكملها.
حماية الجسد والمحافظةُ عليه هو أمرٌ من الله تعالى ولا يصحُّ التفريط في تلك الأمانة، والسبيل الأهم للاعتناء بذلك الجسد هو حمايته من المكروهات ويكون ذلك عن طريق تعقميه وتطهيره وغسله والمُحافظة عليه حتى يسلم المُسلم من الكثير من الأوبئة التي قد تسببها قلة النظافة أو الطهارة، والله في ذلك جميعه هو أعلى وأعلم.