photo_2021-02-07_10-51-12

بقلم / سماح جمال

الرفق واللين في النصوص الشرعية مفهوم الرفق واللين
في تعريف مفهوم الرفق فهو في اللغة نقيض العنف، وهو من الفعل الثلاثي رَفَقَ، فيقال رفق الرجل أي لطف،
أمّ الرفق في الاصطلاح فهو كما جاء في قول لابن حجر أنّه لين الجانب بالفعل والقول، والأخذ بأسهل الأمور، وقيل إنّ الرفق هو مداراة الرفقاء ولين الجانب معهم، واللطف بأخذ الأمور على أحسن وجهوها وأسهلها وأيسرها،
أمّا في تعريف اللين في اللغة فهو من الفعل الثلاثي لان، وهو الشيء القابل للانثناء وهو نقيض الصلابة، ويُقال فلان لين الجانب أيّ أنّ التعامل معه سهل بسيط،
ومعنى اللين في الاصطلاح هو قريب من الرفق، فالرفق في الأصل هو لين الجانب.
الرفق واللين في النصوص الشرعية الرفق واللين وما في معناهما من لطافة في الفعل ولين في الجانب هما مبدأ من أعظم المبادئ في الشريعة الإسلامية، وفي التربية السلوكية الإسلامية، ولا بدّ من التحلّي بهما في الأقوال والأفعال مع الناس، ففيهما سبيل الفلاح في الآخرة والنجاح في الدنيا
ورد الرفق واللين في القرآن الكريم في أمر الله تعالى للانبياء والرسل بالرفق واللين في دعوة الناس لدين الحق،
في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}،
فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر الأنبياء لينًا ورفقًا بقومه. ورد ذكر الرفق واللين في القرآن الكريم في أمر الله تعالى لنبيه موسى -عليه السلام- وأخيه هارون بالذهاب إلى فرعون ودعوته، وكان ذلك في قوله تعالى: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}.
ورد الرفق في حديث رسول الله فقد كان يحثّ عليه دائمًا في القول والفعل، ومن أحاديث ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالوا: السَّامُ علَيْكُم، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلتُ: وعَلَيْكُمُ السَّامُ واللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَهْلًا يا عَائِشَةُ، إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأمْرِ كُلِّهِ فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالوا؟ قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ قُلتُ: وعلَيْكُم”.
ورد الرفق أيضًا في حديث رسول الله: “إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ”.
سمات الخطاب القرآني بعد الحديث عن الرفق واللين في النصوص الشرعية فمن الجيد إلقاء الضوء على سمات الخطاب القرآني، فمنذ نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شدّ أسلوب القرآن الكريم اهتمام العرب فخرّوا صاغرين أمام بلاغته وفصاحته فهو كلام الله تعالى الخالق المُعجز،
مميزات الخطاب القرآني:
أنّه خطاب موجّه لكلّ الأديان والعقائد، فقد خاطب القرآن الكريم بنصوصه كل الناس مهما اختلفت معتقداتهم وشرائعهم. أنّه خطاب موجّه للعامة والخاصّة من الناس، فقد خاطب الله تعالى من خلاله كل الناس مهما تفاوتت درجات ذكائهم أو اختلفت قدراتهم، فقد جمع الأسلوب القرآني في طياته بين المتانة والرصانة والعمق وبين اليسر والسهولة.
أنّه خطاب ذو أسلوب تصويري يحمل بين تعابير وصوره التشويق والنظم الحسن، وقد تمييز بقوة قدرته على الإقناع والتأثير بالناس، وهذا ما يجب أن يتمتع به الأسلوب الدعوي.
أنّه خطاب جاء بوجهات النظر وعرضها كما هي فلم يزد عليها ولم ينقص، سواء وجد اختلاف أو اتفاق في وجهات النظر.

About Author

اترك رد