الاستعداد لقدوم شهر رمضان

0
IMG-20210409-WA0002

الاستعدادلقدوم شهر رمضان

بما أنّ فريضة الصيام مرتبطةً بزمانٍ محددٍ لا يجوز أداؤها في غيره، فلا بُدّ للمسلم من معرفة الأحكام الشرعية المتعلقة بقدوم شهر رمضان وخروجه حتى يتسنّى له أداء عبادة الصوم على الشكل المطلوب،
ويثبت دخول شهر رمضان المبارك بأحد أمرين؛ الأول رؤية هلال رمضان، وقد دل على ذلك قول الله تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)،بالإضافة إلى ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (صُوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)،

وتثبت مشاهدة هلال رمضان بشهادة أحد المسلمين بشرط أن يكون عاقلاً، بالغاً، موثوقاً بخبرته وأمانته، وفي حال عدم رؤية الهلال يثبت دخول شهر رمضان بالأمر الثاني وهو تمام شهر شعبان ثلاثين يوماً، لأنّ الأشهر القمرية لا تتعدى الثلاثين يوماً كحدٍ أقصى، مصداقاً لما رُوي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الشهرُ هكذا وهكذا وهكذا -يعني: ثلاثين- ثمّ قال: وهكذا وهكذا وهكذا -يعني تسعاً وعشرين- يقولُ: مرةً ثلاثين، ومرةً تسعاً وعشرِين).
وعند تمام شهر شعبان ثلاثين يوماً يتأكّد دخول شهر رمضان، فقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (صُومُوا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدَّة شعبان ثلاثين)،

وقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صيام يوم الثلاثين من شعبان في حال عدم رؤية الهلال في اليوم التاسع والعشرين، وهو اليوم المعروف باسم يوم الشك، والدليل على عدم جواز صيامه ما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (لا تقَدَّموا صيام شهر رمضان بصيام يومٍ أو يومين إلَّا رجلٌ كان يصومُ صياماً فليصمه)،ولقول عمار بن ياسر رضي الله عنه: (من صام اليوم الذي يُشكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم).

ويشتمل شهر رمضان على ثلاثة أصنافٍ من العبادات؛
وهي الصيام، والزكاة، والقيام، حيث إنّ أكثر المسلمين يؤدّون زكاة أموالهم في هذا الشهر العظيم، وفي الحقيقة أن الزكاة مكسبٌ وغنيمةٌ للعبد، مصداقاً لقول الله تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)،

أمّا الصيام فقد فرضه الله -تعالى- في شهر رمضان، ومن أهم الآثار المترتبة على صوم رمضان تحقيق التقوى من خلال امتثال أوامر الله -تعالى- واجتناب نواهيه، فقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،

وقد حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين على قيام الليل في رمضان، حيث قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)،
ويشمل قيام رمضان صلاة التراويح، وصلاة النّافلة في الليل، ولذلك ينبغي للمسلم الاستعداد لقدوم شهر رمضان بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى.

About Author

اترك رد