الإدخار
الإدِّخاد
الإدِّخار أحد المبادئ الاقتصادية المهمّة، التي نبّه إليها ديننا الحنيف. ويُقصد بالإدِّخار، الأخذ من وقت الرخاء لوقت الشدّة.
وقد ضرب الله تعالى مثلاً لذلك على لسان نبيه يوسف (ع).
قال تعالى: (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ) (يوسف/ 47).
وقد حثّ رسول الله (ص)، على الإدِّخار في قوله: “رَحم الله امرأ اكتسب طيِّباً، وأنفق قصداً، وقدَّم فضلاً ليوم فقره وحاجته”.
وإذا كان الإسلام قد شجع على الإدِّخار، فإنّه قد حذّر من البخل والشُّح ومن الاكتناز، لِمَا فيه من تعطيل للمال وحبس له، وعدم أداء حقوق الله فيه، ومَن يفعل ذلك توعَّده الله سبحانه وتعالى بعذاب أليم.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) (التوبة/ 34-35).
كثيرون منّا قد تربّوا على ثقافة “الحصّالة”، وهي العلبة المعدنية أو الفخارية المحكمة الإغلاق، والمخصصة لادّخار المال القليل المقتطع من مصروف الطفل اليومي، بهدف شراء لعبة، أو كتاب، أو زيارة حديقة الملاهي، وفي كثير من الأحيان لا يكون ذلك أكثر من تدريب على إدارة المال، تريد الأمهات تمريره لأبنائهنّ. حيث يبدو بعد ذلك أنّنا كلما تقدمنا في العمر، تصبح حاجتنا إلى ثقافة ادّخار المال أكبر.
ذلك أن المتطلبات المالية للحياة والمسؤوليات تزيد ولا تنقص مع كل سنة تنقضي، ومع كل فرد يزداد في العائلة. والحاجة إلى ادّخار وإدارة المال بالطبع تنسحب على البشر جميعاً وفي كل حالاتهم، إذ لا شيء يضمن المستقبل غير التخطيط الجيد له، ويفيدنا أن نتذكر ما كان يقوله أجدادنا: القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود.