IMG_20210321_103750_336

بقلم/ سماح جمال

الأم هي أقرب الناس للأبناء، وأكثر الناس حناناً عليهم وأشدّهم تسامحاً معهم، وهي الصدر الحنون، والحضن الواسع، والملاذ الآمن إن ضاق الزمان أو اتسع، وهي عمود الأسرة الأساسي الذي لا تتزن إلّا فيه، وللأم دور عظيم في تربية أبنائها وتسليحهم بالخلق الحسن والإيجابية النافعين لبناء المجتمعات ورقيّها، فهي أساس صلاح المجتمع وبنائه. ذكر القرآن الكريم حكم عن بر الوالدين والاهتمام بالأم والأب بشكل متكرر في القرآن الكريم والسور القرآنية، حتى أن الله – عز وجل – قد جعل بر الوالدين في مكانة تتلو مكانة الإيمان بالله – عز وجل:

• وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا

• وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا.

• فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا

وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا •

وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا •

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ • وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا • وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ

• وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا

• وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ

• وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًاوقد ذكر الله – عز وجل – جملة وبالوالدين إحسانًا مرات كثيرة وعديدة ولصقها بالإيمان بالله – عز وجل – وعدم الإشراك به، أوضح القرآن الكريم مدى ضرورة بر الوالدين، ومعرفة أهميتهما، وتعظيم دور الأم التي تحمل وتضع وتتحمل الوهن والضعف في سبيل أولادها.

وبالتالي فلا بد من الاستجابة لنداء الله – عز وجل – في ضرورة بر الوالدين وعدم قول كلام خادش يؤذيهما، وعدم النفور منهما، ومساعدتهما، وضرورة الدعاء لهما وإن بلغ الكبر لا بد وأن يزداد اهتمامنا بهم ولا يقل أبدًا؛ لأنهم يصبحون ضعفاء وفي أمس الحاجة لنا.

أما عن الحكم والأقوال الرائعة التي ذكرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السنة النبوية والتي جاءت لنا بروايات مختلفة عن صحيح مسلم والترمذي وابن ماجة وابن مالك وغيرهم من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهي:

• عن عائشة – رضي الله عنها – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أنه عندما دخل الجنة فسمع فيها قراءة قال من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان، فأشاد وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” كذلكم البر، كذلكم البر، فكان النعمان أبر الناس بأمه “.

• وعن عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : ” سألت النبي – صلى الله عليه وسلم – أي العمل أحب إلى الله؟ فقال – صلى الله عليه وسلم -: ” الصلاة في وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله “.

• قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” كُل الذُنوبِ يُؤخّر اللهُ – سبحانه وتعالى- ما شاءَ مِنها إلى يومِ القيامةِ إلا عقوق الوالدين “.

• قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “ألا أدلُّكُم على أكبَرِ الكبائِر؟” قالوا: بلى، يا رسولَ الله، قالَ: ” الإشراكُ بالله وعُقوقُ الوالدَينِ”.

• جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ” جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبويّ يبكيان، فقال رسول الله: ” ارجع إليهما، فأضحكهما كما أبكيتهما “.

• عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: “إن رضا الله في رضا الوالدين .. وسخط الله في سَخط الوالدين “. • قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مرات : “رغم أنفه، رغم أنفه، رغم أنفه،” قيل: مَن يا رسول الله؟! قال: “من أدرك والديه عندَ الكِبر أحدُهما أو كِليهُما، ثم لم يدخل الجنة “.

• جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال للرسول: ” أردت أن أغزو، وقد جِئت أستَشِيرُك، فقال: ” هل لك أم “؟! قال: نعم، قال: ” فإلزمها؛ فإن الجنة تحت رجليها “. • قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” الوالِد أوسَط أبواب الجنة “. • قال النبي – عليه الصلاة والسلام -: ” ثلاثُ دعواتٍ مُستجاباتٌ لا شكَ فِيهنَّ: دعوة المَظلُوم، ودعوة المُسافر، ودعوة الواِلد على ولده “.

• قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” اثنان يعجِّلهُما الله في الدُنيا: البغي، وعقوق الوالدين “.

• جاء رجل لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ” يا رسول الله، هل بَقيَ مَن برِّ أبويَّ شيءٌ أبِرَهُما به بَعد مَوتِهما؟ قال رسول الله: ” نعم، الصلاة عليِهِما، والاستغفَار لَهما، وإنفَاذ عَهدِهما مِن بَعدِهما، وصِلة الرَحم التي لا تُوصل إلا بِهِمِا، وإكرَام صدِيقِهِما “.

About Author

اترك رد