أسرار فريضة الحج
أسرار فريضةالحج
كرّم الله عز وجل بيته الحرام بأن زاده في التعظيم والتشريف، حيث جعل الله تعالى زيارة البيت الحرام عبادة وتقرّبا للخالق، كيف لا والحج فرض على كل مسلم قادر عليه، وهو ركن من أركان الإسلام، فالحج تعبّد وتقرّب إلى الله عز وجل من خلال زيارة البيت الحرام ومكة المكرمة في وقت معيّن بهدف آداء المناسك، حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ*فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،
وللحج أسرار عديدة وسمات كثيرة تتمثل أبرزها فيما يأتي:
بيان للحقيقة المطلقة بأن خالق الكون هو الله الواحد الأحد لا شريك له، كيف لا وفي حج بيت الله تتلاشى الفوارق بين الناس، فلا ألوان ولا أجناس ولا طبقات ولا لغات، فالكل متشابه بلباسه متماثل بمناسكه، فتظهر في الحج وحدة الإسلام الذي يرفض التفريق بين الناس إلّا بتقوى الله عز وجل. درس عظيم في بيان ضعف الخلق وحاجتهم إلى خالقهم، فتتعمق في قلوبهم عظمة الله تعالى والحاجة إلى عبوديته، فالحج درس من دروس الصبر، وهو صورة مصغّرة ليوم القيامة وما فيه من حشر وأهوال.
فرصة عظيمة للمسلم كي يكفّر عن ذنوبه ومعاصيه، فيعود كمولود جديد في نقائه، فالحج فيه يكون الإنسان في قمة إقراره بوحدانية الله عز وجل، وفي قمة اعترافه عن التقصير اتجاه خالقه جل وعلا.
فرصة يراجع المسلم نفسه من خلالها؛ بمقارنة عمله بعمل الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، سواء في العبادة أو في الجهاد أو الأخلاق، كما أن الحج يجعل المسلم يعتاد على فراق الأهل والأحبة.
فرصة للتمييز بين المسلمين؛ فيُعرف العالم من الجاهل، ويُميّز بين صاحب الإستقامة من صاحب الميل والإنحراف.