IMG-20210528-WA0000

أسباب السعادة


من أسباب السعادة
التفكير في اليوم الحاضر فقط: إذ إنّ التفكير في الحاضر وترك الخوف من المستقبل أو الحزن على الماضي يجعل الإنسان يجد ويجتهد في إصلاح حاله، قال -صلى الله عليه وسلم-: [المؤمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وأحَبُّ إلى اللهِ من المؤمِنِ الضَّعيفِ، وفي كُلٍّ خَيرٌ، احْرِصْ على ما يَنفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللهِ ولا تَعجَزْ، وإنْ أصابَكَ شَيءٌ، فَلا تَقُلْ: لو أنِّي فَعلتُ كان كَذا وكَذا، ولَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللهُ، وما شاءَ فَعَلَ، فإنَّ لو تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيطانِ] [صحيح الجامع|خلاصة حكم الحديث: حسن].
الإكثار من ذكر الله: فإنّ ذكر الله والإكثار منه من أعظم أسباب انشراح الصدر وطمأنينة ‏القلب، وزوال الهم والغم، قال تعالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].‏
عدم مقارنة النفس بالغير: يجب على الإنسان ألا يقارن نفسه بمن هو أعلى منه في الرزق والصحة وغير ذلك؛ إذ تسبب في الهم والغم، بل يستحسن أن ينظر إلى من هو أدنى منه ويشكر الله على نعمته؛ إذ يزداد بتلك النظرة فرحه وسروره وغبطته، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ] [صحيح مسلم |خلاصة حكم الحديث: صحيح].
إزالة الأسباب الجالبة للهموم: ويكون ذلك في التفكير بالأسباب الجالبة للسرور، ونسيان المكاره التي لا يمكن دفعها، ومعرفة أنّ التفكير فيها هو باب من أبواب العبث والتفكير بالمستحيل، وبذلك لا ينشغل القلب بها. تقوية القلب ودفع الأوهام والأفكار السيئة: إذ إن الاستسلام للأوهام والأفكار السيئة يجلب للقلب الانفعال والخوف والأمراض، ويزيد الهموم ويلغي الشعور بالراحة والسعادة. الاعتماد والتوكل على الله وحده: إذ إنّ الاعتماد على الله والتوكل عليه والوثوق به والطمع في فضله يدفع الهموم، ويجلب القوة والانشراح والسعادة للقلب والنفس. عدم الجزع عند الإصابة بمكروه: إذ يجب على الإنسان ألا يفقد الأمل في رحمة الله عند الإصابة بمكروه أو شيء يخاف منه، بل يجب عليه تذكر باقي النعم الدينية والدنيوية التي هو فيها، ثم شكر الله على دوامها وبذلك تستريح نفسه ويطمئن قلبه. حديث شريف عن السعادة وردت السعادة في أحاديث نبوية كثيرة منها ما يدل على السعادة الدنيوية ومنها ما يدل على السعادة القلبية والدينية، ونذكر هنا حديث نبوي شريف يحدد بعض أسباب السعادة والشقاء في الدنيا؛ إذ روى سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: [أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ. وأربعٌ من الشقاءِ: الجارُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ، والمسكنُ الضَّيِّقُ] [صحيح الترغيب| خلاصة حكم الحديث: صحيح]، والمقصود هنا سعادة الدنيا لا سعادة الدين، إذ تعدّ السعادة مطلقةً ومقيدةً، أما السعادة المطلقة فهي سعادة الدارين؛ الدنيا والآخرة، أما السعادة المقيدة فهي السعادة في الدنيا؛ إذ رُبطت بضوابط للوصول لسعادة الدنيا والآخرة، والشقاء يعني التعب وانشغال البال بالهموم

تأثير السعادة على الصحة النفسية هناك علاقة مضطردة بين السعادة والصحة النفسية، فكلما كانت السعادة موجودةً، كانت الصحة النفسية موجودةً، فإذا زادت السعادة زادت الصحة النفسية، وإذا نقصت السعادة نقصت الصحة النفسية، وإن للصحة النفسية دورًا أساسيًا في الحياة، ففيها يواجه الإنسان الصدمات والمشاكل الخارجية، والإنفعالات والمشاعر الداخلية، فيجب على الإنسان المحافظة على سعادته النفسية، فإن من آثار اعتلال الصحة النفسية إفراز هرمون الكورتيزون؛ الذي يسبب القلق ونقص المناعة والمشاكل الكثيرة في الجسم، التي قد تودي بحياة صاحبها، مثل: الجلطة الدموية والسرطان والصداع، فالسعادة فوق أنها مطلب لذاتها، هي مطلب حتى يحيا الإنسان حياةً هانئةً طيبةً بعيدةً عن الأمراض والعقد النفسية.

إن الحصول على السعادة الحقيقية ميسور على من يسره الله له ومتاح لكل إنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو عرقه أتدري أين تجدها ولا تتفاجأ من الجواب وأعط نفسك فرصة للتجربة والدخول في غمارها ولكن بشرط الاقتناع بما أقدمت عليه والاعتقاد الصادق بما
آمنت به فما دام الإنسان يبحث عن السعادة الحقيقية فليضحي من أجل تحقيقها بكل شيء وليعطي نفسه فرصة التغيير لما يعتقد أنه الأفضل ولما يحقق له هدفه الذي يسعى له،

About Author

اترك رد