يعمل من الفسيخ شربات
بقلم / إيمان سعداوى
كلمات مرت علي أذني في إحدى مكالماتي مع والدي أثناء حديته عن أحد الأشخاص.
فسالته ياوالدي وهل يُصنع من الفسيخ شربات؟!.
فضحك وأجاب بأنه مثل يُقال لمن يجعل لك من اللاشيء شيئًا وأردف قائلًا وكم هم كُثر في حياتنا، وذكر لي قصة ذلك التاجر التي رواها له أحد أدباء قريتنا، فقد قَدَِم ذلك التاجر من الكوفة بالعراق إلى مكة لبيع الأخمرة النسائية فباعها كلها إلا تلك ذات اللون الأسود، فلم تقربها امرأة. فشكا ذلك إلى صديقه الشاعر المشهور بين أهل مكة حينها الذي رق قلبه لحاله وكتب له إعلان شعري لتلك الخمر السود فقال :
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا صنعت بزاهد متعبد.
قد كان شمر للصلاة ثيابه حتى وقفتِ له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق دين محمد.
وانتشرت تلك الأبيات على ألسنة أهل مكة ؛ فتسارعت النساء لشراء الأخمرة السود ولم تبق منها شيء.
انتهيت من مكالمة والدي ودار بفكري كم مر ويمر بحياتنا العديد من هؤلاء!! كيف خدعنا أنفسنا وأقنعنا أنفسنا بأنهم شربات وقررت بعدها البدء بالبحث عن أصل قصة هذا المثل، وكيف ورد إلينا؟.