مصر وليبيا والسياسة الحكيمة للرئيس السيسي
بقلم/محمود عثمان
يوما بعد يوم بدأ الجميع يدرك أن السياسه الحكيمه التي يتبعها “الرئيس السيسي” في مواجهه القضايا الإقليمية الشائكة التي واجهتها الدوله المصريه منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير عام 2011وحتي الآن ،
تثبت انها سياسه حكيمة وواعيه لم تكن أبدا متسرعه في مواقفها أو قراراتها ولم تخضع أبدا لأي إبتزاز أو سياسه وبالرغم من وقوف قوي ودول إقيليمه ودولية ضد مصر وإشتراكها في بعض المؤامرات الخفيه لعرقلة نهوض الدوله المصريه بعد فشل خطتهم لإحداث الفوضي الخلاقه في الدول العربيه بالتزامن مع فشل أهداف ثورات الربيع (الخراب)العربي، والتي لاتزال آثارها تعاني منه كثير من الدول العربية مثل سوريا والعراق واليمن حتي اليوم والتي سوف تحتاج الي الكثير من الوقت والمال والمجهود حتي تعود الي ماكانت عليه قبل عام 2011.
والحمد لله لقد نجت مصر بفضل الله من الدخول في النفق المظلم مثل هذه الدول وذلك بفضل وعي الشعب المصري العظيم والتفافه حول قيادته الحكيمه ً وقواته المسلحه الباسله ومواجهة التحديات والخطط الشيطانية ،التي أحيكت لها.
وسوف أتطرق هنا فقط الي الملف الليبي وحكمه القيادة السياسية” والرئيس السيسي” في التعامل مع بحكمه وهدوء بالغين ، بالرغم من التعقيدات المتشابكة التي أحاطت بهذا الملف وتدخل قوي أجنبيه وعربية في الشأن الليبي مثل قطر وتركيا وبعض الدول الأوربية مثل فرنسا وإيطاليا وايضا الدور الخفي الذي تقوم به أمريكا ، وأيضا لتواجد عدد كبير من المرتزقه الأجانب والميليشيات في ليبيا ومن هنا وفي ظل هذا الوضع المعقد جدا نجد أن مصر بقيادة الرئيس السيسى قد حققت نجاحاً باهراً في هذا الملف وخاصة أنه منذ شهور قليلة كان هناك توترا كبيرا بين مصر وتركيا بسبب التواجد التركي في ليبيا مما أشعل المنطقه ، وكانت كل التوقعات تشير إلى مواجهة عسكريه مباشرة علي الأراضي الليبية بين مصر وتركيا ، ولعلنا نتذكر جميعا تحرك وحدات من القوات المسلحة المصرية الي الحدود الليبية وتفقد الرئيس لها وخطابه الشهير في وسط قواته بأن يكونوا جاهزين لأداء مهام قد توكل إليهم في خارج البلاد، وكان المقصود هنا القوات التركيه والمرتزقة والميليشيات الموجودة علي الأراضي الليبية وكان التحذير شديد اللهجه من الرئيس السيسي ، الي تركيا في شهر يونيو عام 2020 من أن خط سرت الجفرة خط أحمر لايمكن أن تتخطاه حكومة الوفاق الوطني والمرتزقة والمليشيات المدعومة من تركيا وإلا تدخلت مصر تدخلا مباشرا وبعد هذا التصريح والتحذير شديد اللهجه من الرئيس السيسي ، التزمت الأطراف الليبية ولم تتجاوز الخط الأحمر وعقب ذلك أعلنت مصر عن مبادرة سياسية لتسويه الأزمة الليبية ، وبعد تدخل من الأمم المتحدة وإجراء محادثات في جنيف أسفرت في النهايه الي حصول توافق بين الأطراف الليبية والوصول الي حكومه الوفاق الوطني الحاليه وتوقف الإقتتال الداخلي ومما يدعونا الي الإشادة بالحنكه والحكمه السياسيه” للرئيس السيسي” هو ما حدث اليوم الثلاثاء 20 إبريل 2021 من زيارة الوفد المصري رفيع المستوى برئاسه السيد رئيس الوزراء مصطفي مدبولي بصحبه إحدي عشر وزير مصري ولقائه مع المسؤولين الليبين والوصول إلى نتائج إيجابية للغايه ومهمه للبلدين الشقيقين ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ، عودة فتح السفارة المصرية في طرابلس وكذلك القنصليه المصريه بعد عيد الفطر مباشرة ، وأيضا عودة الطيران المباشر بين القاهرة وطرابلس والأهم علي الإطلاق هو الإتفاق على التعاون المصري الليبي في جميع المجالات المختلفه ومساهمة الشركات المصريه في إعادة الإعمار والمساهمة في المشروعات التنموية الليبية، ونقل الخبرة المصريه وأيضا من النقاط الجيدة أيضا التي أسفرت عنها هذة الزيارة هي عودة العماله المصريه الي ليبيا مرة أخرى بعد مرور عشر سنوات من التوقف عقب سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011ودعونا جميعاً نتفائل بالقادم لأن السياسه الحكيمه التي اتبعتها مصر لعودة العلاقات الثنائية بين مصر و ليبيا بعد سنوات من القطيعة سوف تؤتي ثمارها علي المدي القريب والبعيد وسوف تزدهر العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية في خلال الأسابيع والشهور القادمه وسوف تنتعش السوق المحليه المصرية وخاصه الشركات الغذائية والصناعية بمختلف منتجاتها وذلك بالتصدير الي السوق الليبي وخاصه أن مصر كانت الداعم الأول لليبيا أثناء فترة الحصار التي كانت مفروضة علي ليبيا بسبب أزمه سقوط طائرة” لوكيربي” الشهيرة هذا الحصار الخانق على ليبيا في فترة التسعينات ولكن عودة العلاقات المصريه الليبية الآن وفي ظل حكومه الوفاق الجديدة سوف تشهد زخما كبيرا يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين بالخير وبعد هذا العرض المبسط من جانبي بخصوص هذا الملف الليبي علينا جميعا أن نتوجه بالتحية الي القيادة الرشيدة والي الرئيس السيسي والذي أدار الملف الليبي الشائك بكل ذكاء وحوله من حاله كان من الممكن أن يكون هناك نزاع مسلح علي الأراضي الليبية العام الماضي .
توافق ومصالحه تاريخية واتفاقيات ثنائيه في مختلف المجالات سوف تعود آثارها قريبا علي الشعبين الشقيقين المصري والليبي والذي تربطهم علاقات عميقه وتاريخية ومتينه كما ذكر رئيس الوزراء الليبي اليوم في المؤتمر الصحفي مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي وأخيراً هذة هي لعبه السياسه لعبه النفس الطويل وأن لاكره ولاحب في السياسه وإنما تلاقي للمصالح المشتركة فشكراً لكم سيادة الرئيس “وتحيا مصر”