مصر.. خبز البطاطا لتوفير مليون طن قمح سنويًا

قرر الباحث المصري عبد المنعم الجندي منذ 20 عاما تكريس جهوده للوصول إلى تركيبة وراثية للبطاطا ليتم استخدامها في صناعة رغيف الخبز.

ظل طيلة تلك السنوات يعمل على فكرته، التي تحققت ورآها بعينه عندها قررت محافظة الوادي الجديد في رمضان الماضي إدخال صنف البطاطا الجديد “جنداوي” في إنتاج رغيف الخبز.

وخلال اجتماع وزير التموين والتجارة الداخلية علي مصيلحي مع محافظ الوادى الجديد محمد الزملوط، أكد أن حلول أزمة القمح موجودة وبجودة عالية وبمواصفات مميزة.

أكد مصيلحي في مؤتمر صحفي له أن مصر تعتزم استخدام التركيبة الوراثية الجديدة من البطاطا المطحونة في إنتاج الخبز، مشيرًا إلى أن “خبز البطاطا سيوفر لمصر كميات كبيرة من القمح، تصل إلى مليون طن في العام الواحد”.

وقال “عبد المنعم الجندى “أستاذ تربية الخضر والنباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي : “للحصول على الخبز الجديد من البطاطا كان لابد العمل على إنتاج نوع جديد يحتوي على كمية بسيطة من السكر”.

وأضاف الجندى الذي بدأ رحلته البحثية في عام 2002 واستطاع الحصول على تراكيب وراثية جديدة: “البطاطا التي ستدخل في إنتاج الخبز تم زيادة نسبة المادة الجافة فيها نحو 26 بالمئة بعد أن كانت 11 بالمئة في الأصناف المصرية التي يتم زراعتها والمتاحة في الأسواق”.

أما عن المميزات التي ستقع على المزارعين لنوع البطاطا الجديد، فقد أكد الجندي : “الإنتاجية الكبيرة للفدان التي يتم زراعته بهذا النوع من البطاطا والتي تصل إلى 20 طنا للفدان الواحد وهو ما يعادل 10 أفدنة مميزة من إنتاج القمح”.

وذكر صاحب مشروع إنتاج هجين البطاطا الصالح لإنتاج الخبز: “تم تنفيذ الفكرة خلال شهر رمضان الماضي في محافظة الوادي الجديد، وتم إضافة 15 طن دقيق من البطاطا مع 2 طن دقيق وخبزهم ولم يكن هناك أي فرق بين النوعين”.

أما عن كيفية إعداد الخيز فقد وضح وزير التموين والتجارة الداخلية : “يتم سلق البطاطا وخلطها مباشرة مع دقيق القمح، وتوفير كمية من مياه العجن لوجودها في البطاطا المسلوقة، حيث يتم بعد حصاد البطاطا غسلها جيدا وسلقها وتعبئتها في عبوات مختلفة تنقل إلى الأفران مباشرة أو مجمده بالعبوات الخاصة بها”.

بعد ذلك يتم العجن والخبز بنفس الطرق العادية المتداولة ليخرج رغيف خبز فائق الجودة مستصاغ، ويعتبر منتج محلي مصري يسهل توفيره طول العام.

تعتبر تلك الفكرة مميزة للغاية لأن لها أبعاد اقتصادية هامة، من بينها خفض تكلفة سعر رغيف الخبز المكون من القمح، في ظل الارتفاعات الكبيرة في أسعار القمح التي يعاني منها العالم أجمع.
ج