InShot_20210222_092032358

بقلم / سماح جمال

يتساءل الكثيرون عن ماهي السنن الرواتب، ويجهل المعظم أنها الصلوات التابعة للصلوات الخمس المفروضة، وهي إما ركعتان أو أربع ركعات تؤدّى في أوقات محددة، وهي نوعان:

سنة مؤكدة، وسنة مستحبة، والمؤكدة ما جاء فيه دليل من الشريعة الإسلامية، والمستحبة ما شاهدها السلف الصالح عن الرسول الكريم وقاموا بتناقلها، وبعضها ذكر بدليل من الشريعة الإسلامية.

أحاديث عن فضل السنن الرواتب

إنّ ممّا وردَ في فضل السنن الرواتب قوله صلى الله عليه وسلم: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم َيقول: “ما من عبدٍ مسلمٍ يصلِّي لله كل يومٍ ثِنتي عشرةَ ركعةً تطوعًا ، غير فريضةٍ، إلا بني اللهُ له بيتًا في الجنةِ.

أو إلا بُنِيَ له بيتٌ في الجنةِ ” . قالت أُمُّ حبيبةَ: فما برِحتُ أُصلِّيهنَّ بعد. وقال عَمرو: ما برِحتُ أُصلِّيهنَّ بعد. وقال النعمانُ، مثلَ ذلك. وفي روايةٍ : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ “ما من عبدٍ مسلمٍ توضأ فأسبغَ الوضوءَ ثم صلَّى لله كلَّ يومٍ ” فذكر بمثله).

فضل المحافظة على السنن الرواتب

• بناء بيتٍ في الجنة لمن صلى اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة.

• زيادة القرب من الله عز وجل.

• محبة الله تعالى للعبد.

• كثرة السجود بين يدي الله سبحانه وتعالى، وهو سببٌ لمرافقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الجنة، كما أنّ كل سجدة يرفع الله بها العبد درجة، ويحط عنه خطيئة.

• رواتب ما قبل الفريضة؛ لتهيئة المسلم قبل أدائه للفريضة كي يترك خلفه مشاغل الدنيا ومتاعبها، وليكون على أتمّ الاستعداد، وبكامل الخشوع، وتحصيل ثواب الفرض بشكلٍ كاملٍ.

• رواتب ما بعد الفريضة للاستزادة من الخير العظيم، وللتزود من العبادة، ومناجاة الخالق جلّ وعلا، حيث يكون العبد بعد أداء الفريضة في نشوةٍ عظيمة وقربٍ من الله تعالى.

السنن المرتبطة بالصلوات الخمس:

السنن المؤكدة:

وهي التي واظب النبي على فعلها، فقد قال  (من صلى في يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة؛ بنى له بيت في الجنة: أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر [الترمذي]. وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: حفظت من النبي ( عشر ركعات؛ ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح. [البخاري]. – سنة الفجر: فقد قالت عائشة -رضي الله عنها -: لم يكن رسول الله ( على شيء من النوافل أشد معاهدة (مواظبة) من الركعتين قبل الصبح. [متفق عليه]، وقال (: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها [مسلم وأحمد]، وكان النبي ( يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص، ويجوز صلاتها بعد الفجر -لعذر- قبل شروق الشمس أو بعد شروقها. – سنة الظهر: وهي ركعتان أو أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان أو أربع ركعات بعده، فقد سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن تطوع رسول الله (، فقالت: يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين. [مسلم وأحمد]، وعن أبي أيوب الأنصاري أنه كان يصلي أربع ركعات قبل الظهر، فقيل له: إنك تديم هذه الصلاة؟ فقال: إني رأيت رسول الله ( يفعله، فسألته فقال: (إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحببت أن يرفع لي فيها عمل صالح [أحمد]. ويجوز للإنسان أن يصلي السنة القبلية (التي قبل الظهر) بعد الظهر إذا انشغل عنها، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي ( كان إذا لم يصل أربعًا قبل الظهر صلاهن بعدها. [الترمذي] – سنة المغرب: وهما ركعتان، وكان ( يقرأ فيهما بسورة الكافرون والإخلاص. – سنة العشاء: وهما ركعتان بعد صلاة العشاء.

السنن غير المؤكدة:

وهي السنن التي كان يصليها النبي مرة، ويتركها أخرى وهي: – ركعتان أو أربع قبل العصر، فقد قال (: (رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا [الترمذي وأبو داود وأحمد]. – ركعتان قبل المغرب، فقد قال (: (صلوا قبل المغرب، صلوا قبل المغرب [ ثم قال في الثالثة: (لمن شاء) [البخاري] ويستحب تخفيفها. – ركعتان قبل العشاء، قال (: (بين كل أذانين صلاة (أي: بين الأذان والإقامة) بين كل أذانين صلاة [ ثم قال في الثالثة: (لمن شاء) [الجماعة].

سنن غير مرتبطة بالصلوات:

الوتر: وهو سنة مؤكدة يبدأ وقته بعد العشاء وحتى أذان الفجر، وصلاته آخر الليل أفضل، إلا أنه يستحب لمن خاف تركه أن يصليه في أول الليل بعد العشاء. كيفيته: يجوز أن يصلي الوتر ركعة واحدة، ويستحب أن يقرأ فيها بالفاتحة والإخلاص والمعوذتين، وكان ( إذا صلى الوتر ثلاث ركعات، قرأ في الركعة الأولى الفاتحة وسورة الأعلى، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الكافرون، وفي الركعة الثالثة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين.

ويجوز أن يصلي الوتر خمسًا أو سبعًا أو تسعًا أو إحدى عشرة ركعة، وإذا أوتر المسلم بأكثر من ركعة، فإنه يصلي ركعتين ركعتين، ثم يصلي ركعة منفردة، أو يصلي الكل بتشهدين وسلام، فيصلي الركعات كلها متصلة، ويتشهد في الركعة التي قبل الأخيرة، ثم يقوم للركعة الأخيرة فيصليها، ويتشهد فيها ويسلم، ويجوز أداء الكل بتشهد واحد وسلام في الركعة الأخيرة. القنوت في الوتر (الدعاء) : ويكون بعد أن يرفع المصلي رأسه من الركوع، أو قبل الركوع في الركعة الأخيرة، ويدعو بهذا الدعاء: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت وتولَّني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت [أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه].

قيام الليل: مَن لا يحب أن يلحق بركب الصالحين؟! ومن لا يحب أن يكون قريبًا من الله؟! ومن لا يحب أن يكون جسمه صحيحًا سليمًا؟! ومن لا يحب أن يكون بعيدًا عن الآثام والمعاصي؟! كل ذلك يستطيع المسلم أن يناله إذا قام الليل لله، فقد قال (: (عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الآثام، ومطردة للداء عن الجسد. [أحمد والترمذي والبيهقي]. وقال الله -تعالى-: {وعباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا. والذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا} [الفرقان: 63-64].آدابه: ولقيام الليل آداب يستحب أن يأتيها المسلم، وهي:

1 – أن يقدم الإنسان نية القيام عند النوم، فإن لم يستيقظ كتب الله -تعالى- له ثواب القيام، لقوله (: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى [متفق عليه].

2 – يتوضأ، ثم يتسوك بالسواك، ثم يدعو بهذا الدعاء: (اللهم لك الحمد، أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد ( حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لى ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت -أو: لا إله غيرك- ولا حول ولا قوة إلا بالله) [البخاري].

3 – أن يفتتح قيام الليل بركعتين خفيفتين، ثم يصلي بعدهما ما يشاء.

4 – أن يقوم من الليل على قدر استطاعته، لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها} [البقرة: 286] فإذا غلبه النوم فعليه أن يترك الصلاة ويرقد؛ حتى لا تلتبس عليه القراءة.

وقته: تجوز صلاة القيام في أي وقت من بعد صلاة العشاء وحتى أذان الفجر ويستحب تأخيرها لثلث الليل الأخير، قال (: (ينزل ربنا -عز وجل- كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفر فأغفر له [متفق عليه].

عدد ركعاته: كان رسول الله ( يقوم من الليل إحدى عشرة ركعة، قالت عائشة -رضي الله عنها-: ما كان النبي ( يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة [الجماعة]، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله ( يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرهن. [متفق عليه].

ويستحب المواظبة على قيام الليل مهما قلَّ عدد ركعاته، فقد سئل النبي عن أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال: أدومها وإن قل. [متفق عليه].

About Author

اترك رد