كيف السبيل ليكون هم العبد مرضات الله وليس الناس.

0
IMG-20210524-WA0006

كيف السبيل ليكون هم العبد مرضاة الله وليس الناس


السؤال


كيف أجعل همي إرضاء الله، ولا التفت لما يقول الناس؟ وما هي الكتب التي تساعدني على هذا ؟


الجواب


الحمد لله.
إن أعظم ما يقصده العبد المؤمن مرضاة رب العالمين .
قال الله 🙁 وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/72 .
وروى البخاري في “صحيحه” (6549) ، ومسلم في “صحيحه” (2829) ، من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ؟ فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ، قَالُوا: يَا رَبِّ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي ، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ).
وعنوان حياة المؤمن أنه يتلمس مرضاة الله وحده لا شريك الله وإن سخط الناس ، وعلامة المنافقين حرصهم على مرضاة الخلق وإن سخط رب العالمين .
قال الله في شأن المنافقين 🙁 يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ ).التوبة/62.
وإن مما يعين العبد على أن يتلمس مرضاة الله وحده ما يلي :
أولا : أن يعرف العبد ربه ، فيوقن أن الأمر كله بيده ، وأنه وحده من يدبر الأمر ، وأنه وحده الخافض الرافع ، وحده من يعز ومن يذل ، لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع ، وأن كلَّ الناس لا يملكون له ولا لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، ولا موتا ولا حياة ولا أي شيء .
فإن أيقن العبد بذلك تعلق قلبه بربه ، لإيمانه أن الناس لا ينفعوه إلا بإذن ربه ، ولا يضروه إلا بإذنه وحده .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ).
أخرجه الترمذي في “سننه” (2516) ، وصححه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (5/497).
ثانيا : أن يوقن العبد أن محبة الناس له ورضاهم عنه بإذن ربه ومولاه ، فإن هو أرضى ربه ألقى محبته في قلوب عباده المؤمنين .

فقد أخرج الترمذي في “سننه” (3267) ، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ، قال : قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ:” يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ذَاكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) .
والحديث صححه الشيخ الألباني في “صحيح الترمذي” (2605)
الله وحده من إذا أثنى على عبد ومدحه زانه ، وإذا سخط على عبد وذمه شانه ، أما من سواه من الناس فلا يملكون من ذلك شيئا إلا بإذنه .
وقد جاء في الحديث أن الله هو من يضع حب العبد أو بغضه في قلوب الخلق .
أخرج البخاري في “صحيحه” (3209)، ومسلم في “صحيحه” (2637) ، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ).
ثالثا : أن يوقن العبد أن التفات قلبه لمرضاة الناس دون رب العالمين خذلان ، يعود صاحبه مذموما لا مادح له ، مخذولا لا ناصر له ، وأنه إن تلمس مراضي الله وحده كفاه الله الناس .
قال الله :(لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا). الإسراء/22.
وروى ابن حبان في “صحيحه” (277) ، من حديث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم قال:( مَنْ أَرْضَى اللَّهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ ، وَمَنْ أَسْخَطَ اللَّهَ بِرِضَا النَّاسِ وَكَلَهُ اللَّهُ إلى الناس ).
والحديث صححه الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (2311) .

About Author

اترك رد