صلاة الشكر
صلاة الشكر
شكر النعمة يكون لله عز وجل بهدف شكره على أفضل الصفات التي يتصف بها المسلم مثل مكارم الأخلاق، والشكر يكون لله ثناءً جميلًا على ما يحل بالإنسان من خير ومنفعة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الشكر يُعرف لغة بأنه العرفان للنعم والفضل، والاعتراف والامتنان بما قُدِّم للإنسان من خير، بينما يُعرَّف الشكر اصطلاحًا بأنه شكر كل ما قدَّم إلى المسلم خيرًا، أو صنع له معروفًا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ شكر الله يتحقق بالاعتراف بالنعم، والحديث بها، واستخدامها في طاعة الله عزوجل. أكدَّ العديد من علماء الأمة أنَّه لم يرد شيء خاص بصلاة الشكر في القرآن الكريم أو السنة النبوية، وإنما ورد عن ذلك في سجود الشكر وصلاة التوبة، إذ شُرِع للإنسان أن يصلي ركعتين، ويتوب إلى الله عزوجل توبة مخلصة من خلال صلاة التوبة، كما يُشرَع للمسلم الشكر من خلال السجود إذا أتته بشارة مثل بشارة طفل، أو فتح المسلمين، أو انتصار المسلمين في الحرب، ففي هذه الحالات يستطيع المسلم السجود لله عزوجل شكرًا، ودليل ذلك ما رواه الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:(خرجنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من مكةَ نريدُ المدينةَ فلما كان قريبًا من عزوزاءَ نزل ثم رفع يدَيه فدعا اللهَ ساعةً ثم خرَّ ساجدًا فمكث طويلًا ثم قام فرفع يدَيه فدعا اللهَ ساعةً ثم خسر ساجدًا فمكث طويلًا ثم قام فرفع يدَيه ساعةً ثم خرَّ ساجدًا فقال إني سألتُ ربِّي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلثَ أمتي فخررت ساجدًا لربي شكرًا ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلثَ أمتي فخررت ساجدًا لربِّي شكرًا ثم رفعت رأسِي فسألتُ ربِّي لأمتي فأعطاني الثلثَ الآخرَ فخررت ساجدًا لربِّي)[تخريج أحاديث المصابيح|خلاصة حكم المحدث:إسناده جيد].
طريقة سجود الشكر يتشابه سجود الشكر مع السجود في الصلاة، إذ يسجد الإنسان سجدة واحدة، ثمَّ يقول في سجوده سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ثمَّ يحمد الله عزوجل، ويُثني على النعمة التي جاءته بفضله، ومن الطبيعي التوجه إلى الله بالدعاء والشكر، فهذا السجود يأتي شكرًا لله، وتجدر الإشارة إلى إمكانية قول: اللهم اغفر لي، اللهم ارزقني الشكر على نعمتك، الحمد لله على هذه النعمة. شروط سجود الشكر ذهب عدد من فقهاء الشافعية وغالبية فقهاء الحنابلة وبعض فقهاء المالكية وبعض فقهاء الحنفية إلى ضرورة الوضوء عند السجود شكرًا لله، إذ عدُّوا أنَّ الطهارة مطلوبة في الصلاة عامة، ويكون ذلك بالطهارة من الحدث، وطهارة البدن، والثوب، والمكان، كما أكدوا على ضرورة استقبال القبلة، بينما يرى مجموعة آخرون من العلماء مثل ابن جرير الطبري، والإمام الشوكاني، وابن حزم، وابن تيمية، أنَّ سجود الشكر لا يُشترط فيه الطهارة، وأكدوا وجهة نظرهم اعتمادًا على القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع، إذ قالوا أنَّه لم يرد أي شيء في مصادر التشريع الإسلامي بشأن الوضوء قبل سجود الشكر.
أسباب سجود الشكر
هي سجدة يؤديها المسلم شكرًا لله على نعمه التي تفضل بها عليه أو على قضاء حاجة طال انتظارها كزواج البائر أو ولادة طفل جديد، أو الحصول على عمل، أو النجاة من مأزق، أو الشفاء من مرض عضال أو رجوع غائب من بلاد بعيدة، أو تحقيق حلم، فيسارع المسلم إلى تأدية هذه السجدة البسيطة تعبيرًا عن فرحته بها وشكرًا وتعظيمًا لله على استجابة دعائه وإتمام الأمر الذي يريده. وقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أول من سجد سجدة الشكر لله تعالى عقب نزول الوحي جبريل عليه.