IMG-20210614-WA0001

سلوكيات مَنهيٌّ عنها

١-الإسراف والتبذير،
ويُقصد بهما الإنفاق فوق حد الاعتدال، وإنفاق المال في ما يضر أو لا ينفع، وهذا الإسراف ممقوت في الإسلام، وقد نهَى الله تعالى عنه في أكثر من آية، ومن ذلك قوله عزّ وجلّ: (… وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء/ 26-27). وقوله عزّ وجلّ: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف/ 31). وهذا تحذير للمجتمع الإسلامي من التبذير والإسراف. كما نهَى الرسول (ص) عن إضاعة المال،

في الحديث الشريف: “أنهاكم عن ثلاث: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال”. ويقول (ص): “كلوا واشربوا والبسوا وتصدَّقوا في غير إسراف ولا مَخيلّة”. اتِّباع هوى النفس، فكل إنسان له رغبات وشهوات.
وإطلاق العنان للنفس في إشباع رغباتها في التملُّك والاقتناء والشراء، لابدّ أن يجرّ ويلات ونَدَماً، فكبح النفس مطلوب، وتعويدها على الاقتصاد والانضباط أمر لازم.  

٢-التقليد الأعمَى، وهو سبب مشكلات اقتصادية، وغير اقتصادية كثيرة، تحدُث في البيت المسلم.
فالاندفاع وراء التقليد الأعمَى يُورث الإسراف والإنفاق في غير حاجة ولا منفعة.

و الإسراف من السلوكيات المذمومة التي نهى عنها الشرع، ومن مساوئ الأخلاق التي تعود على صاحبها وعلى المجتمع والأمة بالكثير من الأضرار، ولذلك نهى الله عز وجل عنه حتى في الطعام،

قال تعالى: (… وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، «سورة الأنعام: الآية 141».

يقول الدكتور السيد أبو الحمايل أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: الإسراف في نواحي الحياة كلها من الصفات السيئة التي تتصف بها سلوكيات بعض الناس،
ومنها :
•الإسراف في الذنوب قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، «سورة الزمر: الآية 53»، والله يغفر الذنوب جميعاً من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار،

والإسراف يتناول أيضا المال قال تعالى محذراً عباده: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 31».

ووصف الله المؤمنين الذين لم يسرفوا بالمقتصدين قال: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً)، «سورة الفرقان: الآية 67»، قال ابن كثير في تفسير الآية، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا أي ليسوا بمبذرين في إنفاقهم فيصرفون فوق الحاجة ولا بخلاء على أهليهم، فيقصرون في حقهم فلا يكفونهم وخير الأمور أوسطها.

ومن أسباب الإسراف،
•الجهل بتعاليم الدين الذي ينهى عنه بشتى صوره، فعاقبة المسرف في الدنيا الحسرة والندامة وفي الآخرة العقاب الأليم والعذاب الشديد، أو السعة بعد الضيق، أو اليسر بعد العسر ذلك أن كثيراً من الناس قد يعيشون في ضيق أو حرمان أو شدة، أو عسر، وهم صابرون محتسبون، وقد يحدث أن تتبدل الأحوال فتكون السعة بعد الضيق، أو اليسر بعد العسر، وحينئذ يصعب عليهم التوسط أو الاعتدال فينقلب على النقيض تماماً فيكون الإسراف والتبذير،
•وقد يكون سبب الإسراف محاكاة الغير وتقليدهم حتى لا يوصف بالبخل، فينفق أمواله من غير تبصر أو نظر في العاقبة التي سينتهي إليها.

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف حيث قال: «كلوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة»، وقال: «ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه»،

والإنسان مطالب بالتوسط في كل الأمور لا بخل ولا إمساك ولا تبذير ولا إسراف، قال تعالى: (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)، «سورة الإسراء: الآية 29»، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير وما تصدقت به فهو لك وما أنفقت رياء وسمعة فذلك حظ الشيطان».

والاستخدام الخاطئ في استعمال الماء يعد إسرافاً، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد،

ونهى صلى الله عليه وسلم، المؤمن أن يزيد في وضوئه عن ثلاث مرات، كما جاء في قصة الإعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الوضوء فأراه الوضوء ثلاثاً ثلاثاً ثم قال: «هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم»،

وكذلك الإسراف في استخدام نعمة المال، كما جاء عن خولة الأنصارية، حيث قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة».

About Author

اترك رد