المواضع المنهي عن الصلاة فيها
بقلم / سماح جمال
الإنسان المسلم إذا أدركته الصلاة فإنه يصلي بعد أن يتطهر، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الأرض كلها مسجد: «وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» متفق عليه، لكن يستثنى من هذا التعميم أماكن خصصها النبي صلى الله عليه وسلم بعدم جواز الصلاة فيها، وهي:
1- المزبلة:
وهي ملقى الزبالة وهي الكناسة، وقد تكون فيها نجاسة، فينهى عن الصلاة فيها من أجل نجاستها. ثم على فرض طهارتها فهي مكان مستقذر ، لا يليق أن يقف المسلم فيه بين يدي الله تعالى.
2- المجزرة:
وهو الموضع الذي تذبح فيه البهائم، وذلك لتلوث المكان بالنجاسات ـ كالدم ـ والقذارات. فإذا كان في المجزرة مكان نظيف طاهر فتصح الصلاة فيه.
3- المقبرة:
وهي موضع القبور، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ). رواه أبو داود (492) والترمذي (317) وابن ماجة (745).
ويستثنى من ذلك: صلاة الجنازة ، فإنها تصح في المقبرة ، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المرأة التي كانت تنظف المسجد بعد ما دفنت في قبرها. رواه البخاري (460) ومسلم (956).
4- قارعة الطريق:
وهو الطريق الذي يسلكه الناس، أما الطريق المهجور، أو جانب الطريق الذي لا يسلكه الناس فلا ينهى عن الصلاة فيه.
وسبب النهي عن الصلاة في قارعة الطريق: أنه يضيق على الناس ويمنعهم من المرور، ويشغل نفسه، فيحصل له تشويش يمنعه من كمال صلاته.
ويستثنى من ذلك: موضع الحاجة أو الضرورة كصلاة الجمعة أو العيد في الطريق إذا امتلأ المسجد، وعلى هذا جرى عمل المسلمين.
5- الحمام:
وهو مكان الاغتسال المعروف. (الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ). وعلة النهي عن الصلاة فيه: أنه تأوي إليه الشياطين، وتُكشف فيه العورات.
6- معاطن الإبل:
وهي الأماكن التي تأوي إليها (الحظيرة) ويشمل أيضاً: المكان الذي تجتمع فيه بعد انتهائها من شرب الماء، فإذا كانت الإبل موجودة فيها فإنها تشوش على المصلي وتمنعه من كمال الخشوع لأنه يخشى من أذيتها له.
7- فوق ظهر بيت الله:
قال العلماء الذين نهوا عن ذلك، لأنه لا يكون مستقبل جهة القبلة وإنما يكون مستقبل لبعضها، لأن بعض الكعبة سيكون خلف ظهره.
وذهب آخرون إلى صحة الصلاة فوق الكعبة، لأنه ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى داخلها عام الفتح، فالصلاة فوقها مثلها. والواقع أن الصلاة فوق ظهر الكعبة اليوم غير متيسرة.
دخل النبي ( الكعبة ومعه أسامة بن زيد وبلال بن رباح وعثمان بن طلحة -رضي الله عنهم- وأغلقوا عليهم الباب، فلما فتحوا أسرع عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- فسأل بلالاً -رضي الله عنه-: هل صلى رسول الله (؟ قال: نعم، بين العمودين اليمانيين. [متفق عليه].
8- الأرض المغصوبة:
فمن غصب أرضاً حرم عليه الصلاة فيها بإجماع العلماء. قاله النووي رحمه الله.