الكتب السماوية في القرآن
ذكر الكتب السماوية في القرآن الكريم
القرآن الكريم مهيمناً على كتب الله جميعاً وذلك لأنه الكتاب السماوي الخاتم الذي أنزله ليكون فيه ذكر من كان قبل القرآن وتنزيله على محمد عليه الصلاة والسلام، وقد ذكر الله تعالى العديد من الآيات لهذه الكتب السماوية، حيث جاء في القرآن الكريم ذكر لهذه الكتب السماوية:
• صحف إبراهيم: حيث قال الله تعالى: (… أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى) سورة طه، 133.
• زبور داود: قال الله تعال في الآية 25 من سورة فاطر ” وإن يكذبوك فقد كذّب الذين من قبلهم، جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزُّبر وبالكتاب المنير”.
• توراة موسى: وهو الكتاب السماوي الذي أنزل على موسى عليه السلام حيث قال الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ) سورة المائدة، 44.
• إنجيل عيسى: ذكر الله الإنجيل في العديد من الآيات القرآنية منها ما قاله الله تعالى في حق الإنجيل: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) سورة المائدة، 46.
أما القرآن الكريم، فقد قلنا أنه الكتاب الخاتم من الله عز وجل وهو الكتاب المهمين على جميع الكتب السماوية السابقة، وقد تعرفنا من القرآن الكريم، ان الكتب السماوية السابقة تعرضت للتبديل والتحريف والتغيير بسبب أغراض وأهواء وشهوات من سبقونا والذين كانوا يتحكمون في هذه الكتب، حيث نسبوا إلى الله العديد من التعاليم زوراً وبهتاناً حيث قال الله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) سورة البقرة، 79.
لم يرد ذكر كلّ الكتب السماوية النازلة على أنبياء الله -تعالى- ورسله، بل ذكر الله -تعالى- أسماء خمسةٍ منها فقط، أوّلها كانت الصُحف التي أُنزلت على نبيّه إبراهيم -عليه السلام-، ثمّ أُنزل الزبور على النبي داود عليه السلام، ثمّ التوراة على النبي موسى عليه السلام، ثمّ الإنجيل على عيسى عليه السلام، وختاماً كان القرآن الكريم الذي أُنزل على النبي محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم.
حقيقة الإيمان بالكتب السماوية
يتمثّل الإيمان بالكتب السماوية كما أراد الله -سبحانه- في عدّة أمورٍ، يُذكرمنها:
الإيمان بما ذكر الله -سبحانه- من أسماء للكتب.
الاعتقاد الجازم أنّها من كلام الله -تعالى-، وأنّها حقٌ وصدقٌ، وأنّها تشتمل الشرائع التي شرعها الله -تعالى- لعباده.
الاعتقاد أنّ كلّ الكتب السماوية يصدّق بعضها بعضاً، فلا يوجد بينها أيّ تناقضٍ أو تعارضٍ. الاعتقاد أنّ كلّ الكتب دعوةٌ إلى الله -سبحانه-، وبيانٌ لحقّه -جلّ وعلا- على عباده، وبيانٌ لحقوق العباد على بعضهم البعض، كما اشتملت على ما نهى الله -سبحانه- عنه من محرّماتٍ.
العلم أنّ الحُجّة تقوم على من وُجّه الخطاب له في الكتب السماوية، حيث زال العذر بالجهل في أوامر الله بوصولها إلى العباد.
العلم أنّ الكتب جاءت وفق أحكامٍ تُناسب الأقوام التي نزلت إليهم، وأنّ ما جاء متأخراً ينسخ ما قبله.