الفرق بين صلاتي الشروق والضحى
بقلم / سماح جمال
صلاة النوافل شُرعت الصلاة على العبد خمس مرات في اليوم والليلة وتشتمل على الفرائض والنوافل، فالنافلة لغةً: “هي مطلق الزيادة”، أمّا اصطلاحًا: “فهي كل ما زاد على الفرض”، وتُقسم إلى الرواتب وهي التابعة للفرائض بدليل حديث ابن عمر: “حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيهَا، حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ”،
و الفرق بين صلاتي الشروق والضحى إنَّ النوافل تضاعف الأجر للعبد المسلم وترفع ميزان حسناته، ومن النوافل التي عَظُمَ أجرها في الدنيا والآخرة صلاة الضحى؛ والتي يبدأ وقتها مِن ارتفاعِ الشَّمسِ قِيدَ رُمح بعدَ طلوعها إلى استواءِ الشَّمسِ قبلَ زوالِها، وهي مستحبةٌ بإجماع العلماء و بدليل حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عنه- قال: “أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: صِيَامِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، ورَكْعَتَيِ الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أنَامَ”،
ويُشكل على العبد الفرق بينها وبين صلاة الشروق والفارق بسيط، فصلاة الضحى أنّه إذا صلى في أوّل وقتها وهو ما بعد ارتفاع الشَّمس بقدر رُمح سميت بصلاة الشروق، أمّا إنْ آخرها إلى آخر وقتها سميت بصلاة الضحى لا بصلاة الشروق، وصلاة الشروق مشروطة بأن يصلي الصبح ويبقى في مصلاه وهذه لها حكمة، ومع ذلك إلّا أنّ أفضل وقت لصلاة الضحى هو عند اشتداد الحر أي قُبيل الظهر، بدليل قول رسول الله: “صلاةُ الأوّابِينَ حِينَ تَرمُضُ الفِصالُ”،و بعد معرفة الفرق بين صلاتي الشروق والضحى سنتعرف على فضلهم
فضل صلاتي الشروق الضحى تُعرف صلاة الضحى بصلاة الأوّابين وهي من السنن المؤكدة التي حافظ عليها رسول الله لعظيم أجرها، فوردت أحاديث كثيرة تُبين فضلها وأهميتها، ومن هذه الأحاديث حديث أبي ذر الغفاري الذي يحُثُ على المواظبة عليها حيثُ قال: “يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى”،
وأقلها ركعتان وما زاد عنها فهو خير، وورد عن فضل صلاة الشروق حديث أنس حيث قال: “مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ”،
فمن حافظ عليها نال أجر الحجة والعمرة بإذن الله.