الصيام في الاسلام
الصيام في الإسلام
ذُكرت عبادة الصيام في موضعٍ واحدٍ من كتاب الله، في حين ذُكرت كثيرٌ من العبادات الأخرى في مواضع مختلفةٍ؛ تنبيهاً للمسلمين على أهميّة عبادة الصيام التي تختصّ عن غيرها من العبادات بكثيرٍ من الخصائص؛ إذ إنّها تروّض النفس الإنسانيّة، وتعوّدها على تحمّل المشاقّ، والتغلّب على نوازع النفس، وبذلك تقوى عزيمة المسلم، وتتحرّر إرادته، ويصبح أكثر قدرةً على التحكّم في أهواء النفس، وميولها؛ بسبب الحرمان المؤقّت الذي تفرضه عبادة الصيام على المسلم، ولذلك حثّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على الصيام حين انعدام القدرة على الزواج؛ باعتباره عبادة تكسر حِدّة الشهوات، وتعلّم النفس الصبر، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ).
• ومن أعظم خصائص عبادة الصيام
أنّ الأجر المترتّب عليها غير مُحدّدٍ، فهو يُضاعف أضعافاً كثيرةً،
كما أضافه الله -سبحانه- إلى نفسه، ورتّب للصائم فرحتَين؛ فرحة حين فطره، وفرحة عند لقاء ربّه، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلى سَبْعمِئَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ).