IMG-20210428-WA0002

إذا لم يغفر لنا في رمضان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
عن كعب بن عجرة  قال: قال رسول الله ﷺ: احضروا المنبر، فحضرنا فلما ارتقى درجة قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال: آمين، فلما نزل قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه، قال: إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال: بَعُد مَن أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال: بَعُد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بَعُد مَن أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت: آمين رواه الحاكم، وصححه الألباني.
تأملوا هذا الحديث ونحن نصوم رمضان، فإذا لم يُغفر لنا في رمضان فمتى تكون المغفرة؟
إذا كنا في رمضان ونفعل المعاصي ونترك الواجبات ولم نكن صادقين في توبتنا إلى ربنا الرحمن الرحيم فمتى نحقق التوبة؟ وماذا ننتظر؟
هل ننتظر أن يصل الواحد منا إلى لحظة الموت فيريد أن يتوب؟ قال الله تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ [النساء:18]، أو نريد تأخير التوبة حتى يدخل الإنسان في قبره قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ۝ لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكتُ [المؤمنون:99-100]، لكن الجواب: (كلا) لا يمكن أن يرجع لكي يتوب.
وهل نريد تأخير التوبة إلى القيامة والحشر يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ [الحديد:13]، لكن يكون الجواب: قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ [الحديد:13] أي: إلى الدنيا..
وهذا لا يكون أبداً، هل نريد تأخير التوبة حتى تهلكنا الذنوب فتجعلنا في النار فنندم؟
فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ [الملك:11]، ونحن حتماً لا نريد هذا المصير فعلينا أن نستغل رمضان فلا ينقضي إلا وقد غُفر لنا ما فعلنا بفضل من ربنا .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

About Author

اترك رد