اختلاف طرق إلقاء التحيّة من أمة لأخرى
السلام تحية أهل الجنة
الإسلام دين المحبة والسلام، جاء الوجود فزرع السكينة والطمأنينة، لذلك سمّي الإسلام بالإسلام وهو اسم مشتقّ من السلام، كما أنّ السلام هو اسم من أسماء الله الحسنى فالله هو السلام جلّ في علاه، والإسلام هو دين التسامح والرحمة التي جعلها الله بين مخلوقاته في كونه الفسيح، ولهذا كلّه أكمل الله أركان دينه كاملةً فاكتملت، وأتم الله دينه الحنيف فكانت تحيتنا هي السلام عليكم.
•آدم أول من قال السلام عليكم
السلام عليكم هي تحية الإسلام العظيم التي علمها الله لنبيه آدم عليه السلام وجعلها تحيته وتحية أبنائه من بعده، كما روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” خلقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ آدمَ على صورتِه طولُه ستُّونَ ذراعًا فلمَّا خلقَه قال اذهب فسلِّم على أولئِك النَّفرِ وَهم نفرٌ منَ الملائِكةِ جلوسٌ فاستمع ما يجيبونَك فإنَّها تحيَّتُك وتحيَّةُ ذرِّيَّتِك، قال: فذَهبَ فقال السَّلامُ عليكم. فقالوا: السَّلامُ عليكَ ورحمةُ اللَّهِ قال فزادوهُ ورحمةُ اللَّهِ.”، وكما أنّها تحية الصلاة الجليلة التي ما أن يفرغ المسلم من صلاته حتى يسلّم يمينه ويسلم على شماله، وكلها إيحاءات رائعة تشدّ انتباهنا إلى عظمة هذه التحية التي كتبت ركناً مهمّاً للصلاة التي لا أقدس منها موقف أو مشهد، تلك التي إذا وقفنا بين يدي العزيز الغفار أسبل علينا ستره فغشيتنا رحمته وبركاته تعالى.
السلام عليكم تحية أهل الجنة
لقد أوصانا الله سبحانه وتعالى بأن نرد التحية بأحسنها بل وإذا دخلنا بيوتاً مهجورة أن نسلم على من بالمكان فلربما تكون الملائكة حاضرة، كما أنّ “السلام عليكم” هي تحية أهل الجنة كما قال الله عزو جل: “تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ”، وفي موضع آخر يقول الله على لسان الملائكة وهم :” سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ”، وفي موضع ثالث يقول المولى:”سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”، فما ألذها من تحية حين تكون من الله عز وجل على أهل الجنة في نعيم لا يزول ولا يحول! إذ لا ألذّ من رؤية وجه الله الكريم وسماع صوته. إنّ السلام عليكم هي من حقوق المسلم على المسلم، وإنّ ردّ السلام سبب في دخول الجنة كما في حديث النبي أنه قال:” لا تَدخُلونَ الجنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدلُّكُم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُم؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكُم”، وفي موضع آخر حين سئل عن أي الإسلام خير كانت إجابته من بينها إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
•اختلفتْ طرق إلقاء التحيّة من أمّة لأخرى، فمنهم من كانت تحيّتهم بالانحناء أو بالإشارة بالكفّ أو بالكلام، وقد اختار الله سبحانه وتعالى للمسلمين تحيّةَ السلام بقولهم: السلامُ عليْكم، وهي أعظمُ تحيّة في التاريخ.
السلامُ من التسليم، وهو السلامة من أيِّ مرضٍ أو أذىً، فعندما يحيّي المسلم أخيه المسلم بالسلام عليكم، كأنّما يدعو له بالسلامة والعافية كأن يقولَ له: حفظكَ اللهُ ورعاك، وبه يلقي المسلم التحيّة على أخيه المسلم ويخبره أنه سالمٌ منه ولا خوفَ عليه، وقيل إنّ السلامة لا توجد إلا في الجنّة، لأنّ السلامة الدائمة التي لا تنقطعُ لا تكون إلا في الجنّة، حيث لا مرضٌ، ولا سقمٌ، ولا موتٌ، ولا فقرٌ، وبهذا فقد يكونُ المقصود بها هو الدعاء للمؤمن بأنَ يكون من أهل الجنة، لقوله تعالى: (لهم دارُ السّلامِ عندَ ربّهم).
فضل تحية الإسلام إفشاء السلام بين الناس يقرّب بينهم، ويؤلّف بين قلوبهم، ويزرع المحبّةَ والطمأنينة والأمانَ بين المسلمين، وقد حثّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين على إفشاء السلام بينهم، لقوله: (أولا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلامَ بينكم)، فمن حقّ المسلم على المسلم أن يردّ السلامَ عليه، وأن يبدأ مَن يلاقيهِ بالسلام.
يُثاب المسلم بعشر حسناتٍ على كلِّ جملةٍ من جمل السلام، ومَن يجِئْ به كاملاً فله ثلاثون حسنة،
•ومن آداب إلقاء التحية في الإسلام ردُّها بأحسن منها أو بمثلها؛ لقوله تعالى: (وإذا حييتم بتحيّةٍ فحيّوا بأحسن منها أو ردّوها)، فيجبُ على المسلم أن يردّ التحيّة وإلّا كان آثماً. يعدُّ السلام من خير الأمور في الإسلام، فيروى أنّ رجلاً جاء إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وسأله عن أفضلِ الأمور في الإسلام، فقال له: (تطعمُ الطعامَ، وتقرأ السلامَ على مَن عرفتَ ومَن لم تعرف).
•ما الحكمة من إفشاء السلام بين الناس •نشر الدين الإسلامي، فإلقاء السلام يوطّد العلاقة بين المسلمين، ويظهر تحليهم بمكارم الأخلاق وحرصهم عليه.
•الفوز بالأجر العظيم والثواب الكبير. السلام سبب للبركة؛ حيث يسلم المسلم على أهل بيته كلما دخل عليهم، فتحل البركة عليه وعلى بيته.